أكد الدكتور محمد فتوح محمد عوض، رئيس جمعية أطباء التحرير، أن النظام السابق حاول إحباط عمليات إنقاذ الثوار، حيث منع سيارات الإسعاف من نقل المصابين، بالإضافة إلى تعمده تشويه صورة الثورة والأطباء وتسليط البلطجية للهجوم على المستشفى الميدانى. "البلد" التقى الدكتور فتوح عوض للتعرف على الاستعدادات ليوم الخامس والعشرين من يناير في ذكرى الانطلاقة الأولى للثورة وإلقاء الضوء على تجربة المستشفى الميداني، حيث أكد عوض الاستعداد المستمر من الأطباء لأي أحداث يشهدها ميدان التحرير. وإلى نص الحوار:
* نريد أن نتعرف على بداية إنشاء الجمعية ؟
** الجمعية بدأت عملها أثناء ثورة الغضب وكانت المجموعة تضم 5 أطباء فقط جمعتهم فكرة واحدة وهى العمل التطوعى، حيث ساهموا فى إنشاء أول مستشفى ميدانى بمسجد عباد الرحمن كخدمة طبيبة تليق بالمواطن المصرى الذى خرج من بيته لإحداث تغيير ووهب حياته فداء لهذا الوطن، وكان الاعتماد على المستلزمات الطبية التى تستخدم فى الإسعافات الأولية هو نقطة البداية ثم بعد ذلك بدأت تنهال التبرعات من المواطنين، بالإضافة إلى زيادة الإقبال من المتطوعين، خاصة بعد اشتعال الأحداث وتساقط عدد كبير من الجرحى والقتلى.
* هل لمست تعاونا من الجهات الحكومية.. خاصة وزارة الصحة قبل خطاب التنحى؟
** كانت هناك تحفظات من قبل وزارة الصحة، حيث وجدنا صعوبة فى الحصول على سيارات إسعاف لنقل المرضى بسبب تبعيتها للحكومة التى كانت فى قبضة الرئيس المخلوع، بالإضافة إلى إحجام جمعية الهلال الأحمر عن تقديم أى مساعدات، حيث إنها كانت تتبع سوزان مبارك، لذا تمت الاستعانة بالصليب الأحمر الدولى وأطباء بلا حدود لأنها جهات غير مسيسة وتم عقد اتفاقيات مع هذه الجهات لتدريب أعضاء الجمعية على إدارة الأزمات والكوارث والتدخل الطبى السريع، عن طريق الاستعانة ب30 خبيرا، وكان أثر التدريب واضحا خلال أحداث ماسبيرو، والتى كان عدد المصابين فيها كبيرا في المستشفى القبطى.
* هل قامت الجمعية بعمل بيانات توثيقية سواء لحالات الإصابة أو الوفاة؟ ** بالفعل كانت لدينا استراتيجية فى عملية توثيق بيانات المصابين ونوعية الإصابة والمستشفيات التى تم نقلهم إليها. * ماذا عن إحصائيات الوفيات؟ **لا يوجد إحصاء دقيق، وهذا أمر طبيعى، حيث إن بعض المصابين تمت معالجتهم خارج المستشفيات الحكومية والمستشفيات الميدانية التى كانت لا تقوم بالتوثيق.
* ما حقيقة الأزمة التى حدثت مؤخرا بالمستشفى الميدانى بعمر مكرم؟ ** حاول بعض البلطجية تشويه المستشفى الميدانى والاعتداء على الأطباء، وذلك بهدف إغلاق المستشفى وإفساد العمليات الإنقاذية التى كان يقوم بها الأطباء لأنقاذ ثوار مصر باعتباره المستشفى الرئيسى. * ما حقيقة تهريب الأدوية من مستشفى عمر مكرم؟
** بالفعل كانت هناك محاولات من بعض التيارات لاقتحام المخزن الرئيسى للأدوية بمسجد عمر مكرم، لكن الأطباء والثوار تصدوا لمثل هذه المحاولات وأحبطوها وتم عمل قاعدة بيانات للأدوية الموجودة بالمخزن لضمان عدم تسريبها، ويتم التبرع بنصف الكميات للمستحقين والمرضى والفقراء والباقى سيبقى احتياطيا لأن الثورة لم تنته بعد.
* هل سيتم فتح المستشفى الميدانى بمسجد عمر مكرم مجددا؟ ** نعم سيتم فتح المستشفى قبل يوم 25 يناير، شريطة أن يكون المتحكم الرئيسى فيه أطباء التحرير، وسيتم الاتفاق مع وزارة الأوقاف ووزارة الصحة لتقديم التسهيلات اللازمة.
* هل تمت الاستعانة بأطباء الجمعية كشهود على الأحداث؟ ** نعم تمت الاستعانة بنا كشهود عيان على هذه الأحداث، حيث إننا لدينا القدرة على التفرقة بين نوعيات الرصاص، بالإضافة إلى شهادة البعض فى موقعة الجمل.
