بعض الصفات تلعب دورًا إيجابيًا أو سلبيًا في الحياة.. العناد صفة موجودة بالإنسان تظهر بوضوح لدي البعض وتتواري لدي الآخرين لتتنحي أمام صفات أخري أكثر تعقلاً. العناد السلبي يأخذ صورًا أشكالا مختلفة نتيجة أسلوب كل شخصية فهو عناد مفتقد للوعي والإدراك للشيء وبالتالي لا ينتج عنه سوي الخسارة المؤكدة. بوجه عام عند حدوث خلاف في الرأي او النقاش نجد العامل البشري في التنافس والفوز بالنقاش حتى لو كان على خطأ هو الاهم بغض النظر عن النتيجة التي من اجلها تم النقاش فيصبح الأهم هو كسب المعركة. لذلك يصبح كل طرف متمسك برأيه ولا مجال للمناقشة او السماع للرأي الآخر وعادة ما يتسع الخلاف ليصبح كل طرف سهمًا يوجه الى الطرف الاخر تبعد المسافة ويضيع الأمل في الالتقاء. أما العناد الإيجابي أو ما يسمي الإرادة والتصميم في موضوع معين بغية تحقيق النجاح فيه والتوصل الى الهدف المرجو منه فهو مطلوب في كثير من الأحيان. هناك ما يسمي بصراع الإراده وهنا لا يمكن المقارنه مع مسألة العناد حيث أن الإرادة لا تنبني سوي علي ثوابت اختصرها الشخص بداخله بعد إجراء التدقيق و إعمال الفكر بشكل متعمق حتي استطاع الوصول إلي تكوين تلك الإرادة . النتيجة هنا لا تصب في صالح كل أنواع الإراده لأن البعض أيضًا تتكون مكتسباته وثوابته لدي البناء علي أسس واهية. إذن الأختلاف دوما هو الثابت الحقيقي الذي يجب علينا تذكره. ومن وجهة نظري يجب التعامل مع الإنسان العنيد بحذر وبإسلوب منطقي واقعي لمعرفة الاسباب الحقيقة التي دفعته إلى العناد من اجل الابتعاد عن الانفعالات لأن العناد يبين عدم قدرة الانسان على التوافق والتكيف مع الظروف البيئية من حوله، من اجل ذلك علينا أن نحاول ان نتجنب أي ظاهرة سلبية تؤثر علينا وعلى تصرفاتنا مع الاخرين. هل التمسك بالرأي هو أفضل الطرق أم يجب أن نكون أكثر ليونة؟ العناد الذي هو التمسك بالرأي عن حق لإثباته هو حق من حقوق الفرد . لكن العناد في النقاش أو في تنفيذ فكرة ما يجب أن يخضع لمعايير المراجعه و التعقل وهنا لابد من الليونة في النقاش عن طريق الإقناع للوصول إلى نتيجة. الشخصية العنيدة برأيي هي في معظم الأحوال خاسرة حيث إنها تود الحصول علي ما أرادته بأقصر الطرق ودون إعمال للعقل وبذل الجهد في إيجاد السبل و الحلول. لا توجد أبدًا مسألة لم تتواجد لها طريقة واحدة للتداول والحل, بالتالي المطلوب هو عمل البحث اللازم للوصول لهذا الحل. أما ترك العنان للوقت كي يلعب هو دور العامل الأساسي و الوحيد في حسم المواقف عن طريق العناد وسباق التحمل, فإن تلك الوسيله لا يتولد عنها سوي الفتور لدي تكرارها لمرات لأن الإنسان بطبعه يمل التكرار و بالتالي فستتولد اللحظة التي ستقضي علي طموحات هذا الشخص العنيد في الوصول إلي مبتغاه حينما يمله الشخص الآخر و لا يعيره ما يلزمه من إصغاء وإهتمام . نظرية توينبي في (التحدي والاستجابة) ترى أن البيئة تتحدى الناس؛ فإن استجابوا للتحدي بإيجابية فإنهم سوف يتمكنون من إنشاء حضارة قوية و ثابتة , تحليلي لذلك أن المقصود بالإستجابة الإيجابية لا ينطوي علي الطواعية والاستكانة أمام تحدي البيئة ولكن الإيجابية تكمن في تطويعها عن طريق إيجاد الحلول و الخطط البناءة. التحدي والعناد الإنساني بالتالي إذا أخضعناه لذات النظرية بالقياس فإنه ينطبق عليهما نتيجة واحدة وهي أنه لابد من الإيجابية التي تساعد علي تخطي دائرة الصراع .