تعتزم مصر الفترة الراهنة على تنظيم احتفالية عالمية فى مدينة سانت كاترين بجنوبسيناء، لإبراز المقومات السياحية والأثرية والبيئية والروحانية. وتتميز سانت كاترين بالعديد من التراث أبرزها وادي الراحة وجبل كاترين وجبل موسي ودير سانت كاترين الذي يحتوي علي كنيسة التجلي الأثرية والجامع الفاطمي، وشجرة العليقة المقدسة ومكتبة مخطوطات تعد ثاني أقدم مكتبة في العالم بعد مكتبة الفاتيكان. وفى إطار ذلك نسرد آراء خبراء السياحة والآثار، حول تأثير ذلك على الحراك السياحي الثقافي فى سانت كاترين والسياحة فى مصر. قالت الخبيرة السياحية الدكتورة راندا العدوي، إن اعتكاف وزارتي السياحة والآثار والثقافة ومحافظة جنوبسيناء، على تنتظم احتفالية عالمية ب مدينة سانت كاترين، يتأصل لترويج السياحة الثقافية التى غابت عنها شمس الترويج خلال ازمة كورونا بشكلها العالمي.
سانت كاترين - الأقصر أكدت راندا فى تصريح ل"صدى البلد"، أن إقامة احتفالية عالمية فى سانت كاترين بالإضافة إلى الإعداد لاحتفالية أخرى بالأقصر، يؤكد أن مصر تضيء السياحة الثقافية وتنتهج استراتيجية جديدة وأدوات ترويجية فى غاية التطور، وتخاطب العالم عبر الاحتفالات التى تخطف أنظار ملايين السائحين حول العالم. أوضح الباحث الأثري أحمد عامر، أن ما تشهده مصر من الإعداد للاحتفالات، أصبح يلفت انتباه ملايين السائح ومحبي وعاشقي مصر وتاريخها، مؤكدا أن احتفالية سانت كاترين ستروج للسياحة الثقافية بجنوبسيناء. استعرض الباحث الأثري أحمد عامر تاريخ "سانت كاترين" قائلا : أمر ببنائه الإمبراطورة "هيلين" والدة الإمبراطور "قسطنطين" عام 432م، ثم أكُمل في عهد الإمبراطور "جوستينيان" عام 545م ليكون معقلاً لرهبان سيناء، وقد سُمي في العصور التالية باسم دير "القديسة كاترين" أحد شهداء الإسكندرية، وللدير سور عظيم يحيط بالعديد من المباني تخترقها ممرات ودهاليز وبه أبراج عالية في الأركان، ونجد أن كلمة "كاترين" تعني "الطاهرة" وسيدة العلماء ورجال الدين والفلاسفة والطلبة والبنات العذارى، والدير الآن يضم بداخله سوره الأثري، ويضم شجرة العليقة وسبعه عشره كنيسة ومذبحا، وصوامع للرهبان، ومخازن حبوب، ومطابخ وافران، ومعصرة للزيتون ومكتبه وجامعاً، وبالدير عده آبار تختلف في قدمها وفي عمقها، كما انه بالجهة الغربية منه يوجد بستان يضم مجموعه من أشجار الفاكهة ، ومقبرة للرهبان، ومخزنا للعظام. وتابع "عامر" أنه من أقدم الآثار المسيحية في سيناء وإحدى الكنائس الهامة في العالم لما تحويه جدرانها من فسيفساء قديمة، بالإضافة إلى التحف النادرة وتقع على أثني عشر عموداً، يرمز كلاً منها إلى شهر من شهور السنة وإلى الأثنى عشر رسولاً، وهي مبنية من الحجر الجرانيتي الذي بني منه السور، وطول الكنيسة حوالي 38.5م، وعرضها حوالي 19.5م، ومتوسط ارتفاع جدرانها دون السقف حوالي 5م، وبداخل هذه الكنيسة صفان من الأعمدة، كما نجد للكنيسة واجهه بسيطة ذو سقف منحدر، كما نجد العديد من الصلبان محفورة علي جدرانها، كما نجد علي الواجهة الغربية شجرتان نخيل صغيرتان منحوتتان علي الصخر، وباب الكنيسة الأثرى يفتح إلى جهة الغرب، ويتدلي سقفها عده ثريات نادرة وقناديل نفيسة، كما تزدان حوائطها بمجموعه من الأيقونات التي لا تقدر بمال، كما أن علي باب الهيكل وفي فناء الكنيسة توجد أربعه شمعدانات كبيره من النحاس الأصفر، وعلي يمين مذبح الكنيسة يوجد تابوت فضي يضم صندوقين من الذهب، والداخل إلى الهيكل من بابه الأوسط يجد عن يمين وشمال صندوقين من الفضة الخالصة، والي يسار الداخل للهيكل من الباب الشمالي توجد رخامه بها نقش، والمهم في هذه الكنيسة أنها قد بنيت علي الطراز البازيليكى، ونجد بالكنيسة عده هياكل جانبيه صغيره تفتح علي الأجنحة وكل منها له مذبح ومازال السقف الخشبي للكنيسة موجود. وأشار "عامر" إلي أنه جبلا موسى وسربال، كانا يشتركان في القداسة لأن نبي الله موسى الكليم قد تلقي كلمات الله جل جلاله في تلك المنطقة ويرجح أن جبل سربال هو المقصود "بالجبل" في القران الكريم، ويبلغ ارتفاع جبل موسى 2258م، ويوجد أعلى قمته كنيسة صغيرة وجامع يحرص السائحون من كافة أنحاء العالم على تسلق الجبل حتى القمة ومشاهدة شروق الشمس، هذا ويعتبر "دير سانت كاترين"، وجبلا موسي وسربال من أهم الآثار الموجودة في سيناء وهما رمزاً هاماً للديانات، كما أنه سيناء مليئة بالآثار بداية من العصور القديمة حتي العصر الإسلامي، فهي تمثل تراث إنساني عظيم وحضارة فريدة. أَضاف عبدالهادى محمد رئيس غرفة شركات السياحة فى أسوان، أن سانت كاترين أيقونة السياحة الدينة و الروحية فى العالم، وهى نقطة اهتمام عالمية فهناك سيبنى مشروع التجلي الأعظم، وهناك طلب سياحي متزايد عليها ، قائلا : سانت كاترين منتج سياحي فريد لا يوجد له مثيل. استكمل عبدالهادى قائلا: عقب احتفالية سانت كاترين علينا الترويج والتركيز على البرامج السياحية التى تستهدف ذلك المنتج السياحي العالمي، الذى يلاقي ترحابا عالميا.
