نشهد يوم الأحد المقبل، أول الظواهر الفلكية لهذا الشهر حيث يصل كوكب الزهرة إلى الاوج أى يكون الكوكب عند أبعد نقطة من الشمس ويكون على مسافة 0.73 وحدة فلكية (109,206,446 كيلومتر) وذلك خلال دوران الكوكب حول الشمس والذي يستغرق 225 يوما ليكمل دورة واحدة حولها. ويرصد كوكب الزهرة خلال شهر أكتوبر 2021 بعد غروب الشمس والانتقال نحو بداية الليل حيث سيظهر عالياً فوق الأفق الجنوبي الغربي كنجمة ساطعة للراصد بالعين المجردة، ومن خلال التلسكوب سيكون مضاء بنسبة 61 % بنور الشمس وسيبقى فوق الأفق لحوالي ساعتين وربع بداية هذا الشهر. معهد الفلك يعلن موعد غرة شهر ربيع الأول والمولد النبوي ومدار الزهرة حول الشمس أقرب ليكون ذو شكل دائري فالمسافة متغيرة من الشمس بحوالي 1.5 % فقط بين نقطتي الأوج والحضيض وهذا يجعل مدار الكوكب أكثر دائرية مقارنة بباقي الكواكب في نظامنا الشمسي، والمحصلة أن الكوكب يستقبل نفس مقدار الطاقة تقريبا من الشمس عندما يكون في الحضيض ( أقرب مسافة من الشمس) وعند الأوج ( أبعد مسافة من الشمس). ويدور كوكب الزهرة وكل الكواكب حول الشمس في اتجاه عكس حركة عقارب الساعة، والزهرة كوكب داخلي يقع بين الارض والشمس لذلك له اطور مثل القمر . كوكب الزهرة ويعد الزهرة الكوكب الثاني من حيث بعده عن الشمس حيث يبعد عنها حوالي 108 مليون كيلومتر، ويدور الكوكب في مدار أقرب إلى الشمس منه إلى الأرض وباتجاه مماثل لاتجاه عقارب الساعة لذا فإن رؤيته تكون ممكنة في فترة شروق الشمس أو أثناء فترة غروبها فقط، وفي حال أتيحت الفرصة لرؤية هذا الكوكب فإن جمالاً خاصاً سيظهر لكوكب يعد الأروع بين الأجرام الموجودة في السماء. وعرفه القدامى من علماء الفلك بنجم الصباح ونجم المساء وذلك نظراً لتوقيت ظهوره، وقد كان لهذا الكوكب المميز أهمية بالغة في الأساطير والخيال وفن التنجيم عبر العصور والثقافات المختلفة، وقد جعلت تلك الأهمية الثقافية لكوكب الزهرة منه مصدر إلهام للعديد من الشعراء الكلاسيكيين أمثال هومر، و سافو، وأوفيد، والكثير من الشعراء الرومانسيين كويليام بليك، وروبرت فروست، وألفريد لورد تينيسونلا وغيرهم.
وكان كوكب الزهرة مر بالجانب البعيد من الشمس ( الاقتران العلوي) في 26 مارس 2021 ليغادر سماء الفجر ويدخل الى سماء المساء وخلال هذا الشهر سوف يصل الى استطالته العظمى الشرقية المسائية من الشمس في 29 اكتوبر 2021 وبعد ذلك في 9 يناير 2022 سيمر الزهرة بين الأرض و الشمس ( الاقتران الداخلي) ليغادر سماء المساء الى سماء الفجر.
