وزير التعليم يصل محافظة أسيوط لمتابعة الاستعدادات للعام الدراسي الجديد    بتكلفة 7.5 مليون جنيه: افتتاح 3 مساجد بناصر وسمسطا وبني سويف بعد إحلالها وتجديدها    الفراخ الفلاحي ب120 جنيها.. أسعار الطيور والدواجن بكفر الشيخ اليوم    «HSBC» تُشيد بالإصلاحات الاقتصادية في مصر وتتوقع زيادة التدفقات الأجنبية    الهيئة الدولية لدعم فلسطين: كل سكان قطاع غزة أصبحوا نازحين    دبلوماسي سابق: المجتمع الدولي يدرك أهمية حل القضية الفلسطينية    مشاهدة مباراة الزمالك والشرطة الكيني في الكونفدرالية الإفريقية    موعد مباراة أوجسبورج وماينز في الدوري الالماني والقنوات الناقلة    طعن كلٌ منهما الآخر.. طلب التحريات في مصرع شابين في مشاجرة ببولاق الدكرور    عضو نقابة المرشدين السياحيين: وادي قرنة بالأقصر غني بكنوز الدولة الوسطى    إعلام إسرائيلي: تضرر 50 منزلا فى مستوطنة المطلة إثر قصف صاروخي من لبنان    مفتي الجمهورية يشارك في أعمال المنتدى الإسلامي العالمي بموسكو    خالد عبدالغفار: التشخيص الدقيق والمبكر هو الخطوة الأولى نحو الرعاية الصحية المتكاملة.. صور    دون إصابات.. السيطرة على حريق بجوار إدارة تعليمية في قنا    الأرصاد الجوية تحذر من نشاط رياح مثيرة للرمال والأتربة على المحافظات    وفاة مدير التصوير والإضاءة فاروق عبد الباقي.. موعد تشييع الجنازة    الزراعة: جمع وتدوير مليون طن قش أرز بالدقهلية    وزير التعليم العالي يهنئ العلماء المدرجين بقائمة ستانفورد لأعلى 2% الأكثر استشهادا    تصل للحبس، محامٍ يكشف العقوبة المتوقع تطبيقها على الشيخ التيجاني    خطبة الجمعة بمسجد السيدة حورية فى مدينة بنى سويف.. فيديو    تأملات في التسهيلات الضريبية قبل الحوار المجتمعي    "واشنطن بوست": اشتعال الموقف بين حزب الله وإسرائيل يعرقل جهود واشنطن لمنع نشوب حرب شاملة    مطالب بتسليم المكاتب السياحية لتعزيز الحركة الوافدة في الأقصر قبل ذروة الموسم الشتوي    ضبط شخصين قاما بغسل 80 مليون جنيه من تجارتهما في النقد الاجنبى    تشغيل تجريبى لمبنى الرعايات الجديد بحميات بنها بعد تطويره ب20 مليون جنيه    خبير تربوي: مصر طورت عملية هيكلة المناهج لتخفيف المواد    أول بيان من «الداخلية» بشأن اتهام شيخ صوفي شهير بالتحرش    ليكيب: أرنولد قدم عرضًا لشراء نادي نانت (مصطفى محمد)    انقطاع المياه غدا عن 11 منطقة بمحافظة القاهرة.. تعرف عليها    وثائق: روسيا توقعت هجوم كورسك وتعاني انهيار معنويات قواتها    الأنبا رافائيل: الألحان القبطية مرتبطة بجوانب روحية كثيرة للكنيسة الأرثوذكسية    فعاليات ثقافية متنوعة ضمن مبادرة «بداية جديدة لبناء الانسان» بشمال سيناء    انطلاق قافلة دعوية إلي مساجد الشيخ زويد ورفح    «الإفتاء» تحذر من مشاهدة مقاطع قراءة القرآن الكريم بالموسيقى: حرام شرعًا    أزهري يحسم حكم التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين وطلب المدد منهم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 20-9-2024 في المنيا    ضبط 4 متهمين بالاعتداء على شخص وسرقة شقته بالجيزة.. وإعادة المسروقات    «الداخلية» تنفي قيام عدد من الأشخاص بحمل عصي لترويع المواطنين في قنا    محافظ القليوبية يتفقد تشغيل مبني الرعايات الجديد ب«حميات بنها»    مستشفى قنا العام تستضيف يوما علميا لجراحة المناظير المتقدمة    خبيرة تغذية: الضغط العصبي والقلق من الأسباب الرئيسية لظهور الدهون بالبطن    وزير الإسكان: طرح 1645 وحدة متنوعة للحجز الفوري في 8 مدن جديدة    تشكيل أهلي جدة المتوقع أمام ضمك.. توني يقود الهجوم    عبد الباسط حمودة ضيف منى الشاذلي في «معكم».. اليوم    بلغاريا تنفي بيع إحدى شركاتها لأجهزة بيجر المستخدمة في انفجارات لبنان    تراجع طفيف في أسعار الحديد اليوم الجمعة 20-9-2024 بالأسواق    دعاء يوم الجمعة للرزق وتيسير الأمور.. اغتنم ساعة الاستجابة    رابط خطوات مرحلة تقليل الاغتراب 2024..    جرس الحصة ضرب.. استعدادات أمنية لتأمين المدارس    استطلاع رأي: ترامب وهاريس متعادلان في الولايات المتأرجحة    القوات المسلحة تُنظم جنازة عسكرية لأحد شهداء 1967 بعد العثور على رفاته (صور)    «ناس قليلة الذوق».. حلمي طولان يفتح النار على مجلس الإسماعيلي    «زي النهارده» في 20 سبتمبر 1999.. وفاة الفنانة تحية كاريوكا    حرب غزة.. الاحتلال يقتحم مخيم شعفاط شمال القدس    عاجل.. موعد توقيع ميكالي عقود تدريب منتخب مصر للشباب    مصطفى عسل يتأهل لنصف نهائي بطولة باريس المفتوحة للإسكواش 2024    ملف مصراوي.. جائزة جديدة لصلاح.. عودة فتوح.. تطورات حالة المولد    رمزي لينر ب"كاستنج": الفنان القادر على الارتجال هيعرف يطلع أساسيات الاسكريبت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبتا الحرمين.. تؤكدان: الطلاق من القضايا الاجتماعية اليومية الملتهبة والمحن الأسرية العالمية.. وتحذران: التعجل فيه بركان لا يخص الزوجين فحسب بل يتعدى ضرره للأبناء .. وحُسن الخلق من أسباب دخول الجنان
نشر في صدى البلد يوم 01 - 10 - 2021


خطيب المسجد الحرام:
* الطلاق من القضايا الاجتماعية اليومية الملتهبة والمحن الأسرية العالمية
* كثر الطلاق واستخف به أقوام لأيسر الأسباب
* الطلاق المُتعجِّل بُرْكان لا يُخصُّ الزَّوجين وحسب بل يتعدى ضرره للأبناء
خطيب المسجد النبوي:
* حُسن الخلق من أفضل الأعمال وأزكى القربات إلى الله
* حُسن الخلق من أسباب دخول الجنان
تناولت خطبتا الحرمين المكي والنبوي، قضية الطلاق ومعضلة الفراق حيث إنه من القضايا الاجتماعية الملتهبة والمحن الأسرية العالمية، في حين أنه كثر الطلاق واستخف به أقوام لأيسر الأسباب، رغم تحذر الله سبحانه وتعالى من التعجل فيه، فقد سَما الإسلام بِعُقدَة النِّكاح، إذ هي علاقة متينة بين أسرتين وميثاق غليظ بين الزَّوجين، منوهة بأن السعَادة بحسن المعاملة الصَّادقة المخلصة، والمعاشرة الطيبة الصَّابرة، ومن ناحية أخرى شددت على أن حسن الخلق هو أحد أسببا دخول الجنان.
ومن مكة المكرمة، قال الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن قضية الطلاق ومعضلة الفِرَاق تعد من القضايا الاجتماعِيَّة اليومِيَّة الملتهبة، والمِحن الأسريَّة العالمِيَّة، تتبدَّى قضيَّة عالجتها الشريعة الغرَّاء بأروع أنموذج وأبدع مِثال.
التعجل الطلاق
وأوضح «السديس» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمةً ، أنه قضية لا يتوَلَّى حَلَّها إلاَّ الأفذاذ مِن الرجال، والحكماء مِن رَاجِحِي الصِّفاتِ والخلال، قضيَّة شهد لها الواقع بأنها تجعل شُم البيوت بلاقع، تورث الأسف والأرق، والأنكاد والحُرَق، تسوق إلى الأسر سُحُب الفراق والغم، وزعازع الشتات والهم، كم فرَّقت من جموع وأذرفت من دموع، كم أيَّمَت من نِسَاء، وشَتَّت من أبناء حوَّلت كثيرًا من عامِر البيوت ونَظيم الأسر إلى سَعِير لا يُطاق.
وأضاف أنه كثر الطلاق واستخف به أقوام لأيسر الأسباب، قال تعالى محذِّرًا من التَّعجّل في الطلاق، فقال تعالى: «وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا»، موصيًا مَعَاشر الأزواج والزَّوجات: الزَّوجان شريكان كريمان، وأصْلان في الأسرة أمِينان، وجعل بينهما مودة ورحمة لتدوم العلاقة وتُزهر، وتستمرَّ وتُثْمِر، ولِيدوم في رِحَاب البيت الأُنس والوفاق، ويَرْحَل الخُلْف والشِّقاق.
ميثاق غليظ ليس يسيرًا
ونبه إلى أنه لذلك سَما الإسلام بِعُقدَة النِّكاح، إذ هي علاقة متينة بين أسرتين وميثاق غليظ بين الزَّوجين، لما قال تعالى: «وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا» ميثاق غليظ ليس من اليسير فصْمه، ولا من الهَيِّن فَضُّه وهَتْمه، منوهًا بأن الإسلام نظام لكل أسرة، ومنهاج لكل بيت، وقد جاء لإخماد أوار الطلاق، ودَحْر شَبَحه العِملاق: كي ترَفرِف على الأسرة رايات الحُبِّ والإشفاق والحنان.
وتابع: وتشرق بينها شموس الوفاق، والرَّحمة والإحسان، تَرِف على القسَمَات ابتسَامة حانِية، وكلمات رقيقة، ونظرات محسنة رفيقة، ومشاعر فياضة، يتقارضها الطرفان، ويسْعَدُ بها الأبوان، يشمل ذلك قوله تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ».
وأكد أنَّ السعَادة بحسن المعاملة الصَّادقة المخلصة، والمعاشرة الطيبة الصَّابرة، قال جل اسمه: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا»، وقال النبي صل الله عليه وسلم : "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" موضحًا أنه على الرُّغم مِمَّا حَدَّه الإسلام من معالم وأسس لإعلاء صرح الأسرة وحمايتها من المحن والمضائِق، والإحن ووبيل الطرائق، فإن البَشر قد جُبلوا على النُبُوِّ والنُّقصان، والخطاء والافتتان، ولكن أمثلهم وأكملهم، التَّوَّابون والوَقَّافون عند حدود الله تبارك وتعالى، «ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ».
لا شَيْءَ غير الطلاق
وتابع: لذلك قد يَعصف بالبيت الآمن السعيد، عواصف وزعازع تَجُبُّ الوِفاق، وتزرع الشتات والافتراق، وأعمُّها وأصَمُّها الهيَجان والغضب، المُفضِيان إلى أسوأ العَطب، زلزلة للأسرة، والحِلْمُ ضِمَادُها، والهَوَج نَبْوةٌ، والصبر عِمَادُها، وأمَرُّ الناس عَيْشًا، أشدُّهم خفَّةً وطيْشًا، ومِمَّا يبعث على الحسرة والأسى، وأشْخص مَن طَبَّ وأسَى، أَنَّ بعض الأزواج في مشكلاتهم وخلافتهم لا يَرَون الحَلَّ إلاَّ في الطلاق، ولا شَيْءَ غير الطلاق، وهذا مُصَادم لأحكام البارئ الخلاق، أخرج البُخاري ومسلم في صحِيحَيْهما أن النبي صل الله عليه وسلم قال: "استوصوا بالنساء، فإنَّ المرأة خُلِقَتْ من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، إنْ ذهبتَ تقيمُه كسرتَه، وإنْ تركتَه لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيرا".
ونبه إلى أن الطلاق المُتعجِّل بُرْكان من حِمَم يَقضِي على كيان الأسرة وأنسِها وقرارها، وسكينتِها واستقرارها، والطلاق المتعجِّل لا يُخصُّ الزَّوجين وحسب، بَل يتعدَّى ضَرَرُه للأبناء، ثم الأسرتين، ثم المُجتمع. لذلك كَرِه الإسلام الطلاق، ونَفَّر منه لعواقبه السَّقيمة، وآثاره المُرْدِية الوخيمة، فعن ابن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي ج قال: "ما أحل الله شيئًا أبغض إليه من الطلاق" ، فكم من أسرة بسَبب الطلاق العَجُول ارتكست من الذروة والسَّنام، إلى النَّكد والضّرام، وقد كانت من السعادة كالغرَّة في جبين الأيام ".
الترياق لهذه القضية والعلاج
وتابع: والمنهج الرَّباني الحكيم، قد أبان الترياق لهذه القضية والعلاج، وأساغه في الأرواح واللَّهاة، عذبًا نميرًا كالفرات، قال تبارك وتعالى: «وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا»، كما ورد التوجيه النبوي الكريم، والتسديد الحكيم في قوله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "لا يَفْرَك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رَضِي منها آخر".
وأفاد بأن في ذلك الحكمة البالغة والعظة النابغة، لعلاج الهفوات، وتدَارك الزَّلات بين الأزواج والزوجات، وفيه الموازنة العاقلة المُنْصفة بين الإيجابيات والسلبيات، والحسنات والسَّيئات، والنقائص والكمالات، فمن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط، وبذلك تدوم العشرة، ويستحكم الصفاء، ويَرْفأ الهناء كلَّ وَحَرٍ وعَنَاء، ولَن يَعودَ ذلك النَّقد البديع، وتلك النظرة الباصرة الفاحصة –على الأسرة الشَّتيتة، والمجتمع الكليم، إلاَّ بالاستقرار والصَّلاح، والسؤدد والفلاح.
ولفت إلى أن من معاقد الإصلاح في أمر الطلاق؛ لإجلاء مدلَهِمَّات الكروب بين الحبيبة والمحبوب، بعد توفيق علاّم الغيوب، إسراج أنوار العقول الخبيرة الحكيمة، لِتمسك بأرسان العواطف الجارفة الأليمة، وذلك بإرسال الحكمين الكريمين من قِبل أهل الزَّوجين، وأن يكونا من الحُصفاء المهرة، الأزكياء البَرَرة، فما أكثر الجمَاهر، وأقَل المَاهر، قال سبحانه: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا»، وإن أفضى الإصلاح إلى النُّجح والفلاح، فإنَّه لا يجوز للمرأة الإبقاء على طلب الطلاق، قال : "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس، فحرام عليها رائحة الجنَّة" رواه الإمام أحمد وأبودَاود.
من العسير الحيلولة دون وقوع الطلاق
ونصح الآباء والأزواج والزوجات قائلا: قد يكون من العسير الحيلولة دون وقوع الطلاق، والاصطلاء بشواظه الحرَّاق، لأنَّ حتمِيَّة الاستمرار دون الاستقرار، ستكون مَبعث شقاء وبوار، وعَنَاء ودَمَار، فإن الدَّاء المُرّ المرير الذي أباحه الإسلام بضوابطه، هو الطلاق: قال جلّ اسمه: «وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا»، مضيفًا: والباحث في أسباب انتشار قضايا الطلاق، لَيَجِدُ أنَّ من أَهَمِّهَا وأعَمِّها: التقصير في معرفة الأحكام الشرعيَّة وغياب التفاهم والحِوَار، وعَدَم الاستماع والإصغاء للآخر، ونَبْذُ التوقف عن المكابرة والعِناد، والتشبثِّ بالرَّأي الجانف والاستبْدَاد، وإقصاء المُصارحة ونفَاد الاصطبار، عند حدوث الزعازع وظهور التنازع.
وواصل: مع طلب المثالية في الأقوال والأفعال، دون اعتبار للفوارق النَّفسية والفكريَّة، والثقافِيَّة، بين الطرفين، ولا يعجل بالطلاق إلاَّ رجُل اتَّبع عاطفته الجامحة فأطاعها، وألغى سلطة عقله فأضاعها، والله المستعان. فيا أيها الأزواج والزوجات اتقوا الله في أنفسكم وبيوتكم وأبنائكم ومجتمعكم، ويا أيتها الزوجة الكريمة اتقي الله في زوجك كوني له وطاءَ يكنْ لك غطاء، حاورية باللّطف والقناعة، وعاشريه بحُسنِ السَّمع والطاعة، وما دُمتِ له أشدَّ تقديرًا وإعظاما، كان لكِ أشد حُبًّا وإكراما، قال : "إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، وصامتْ شهرَها، وحفظتْ فرجَها، وأطاعتْ زوجَها قيل لها: ادْخلِي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّة شئتِ".
أيها الزوج المبارك
وأوصى الزوج: أيها الزوج المبارك: اتق الله في زوجك وكن العاقل الخبير الذي يلتمس لأهله المعاذير، واحذر أن تكون الذي يلتمس الزَّلات والمَعَاثِير. تلقاها باللَّطافة والبشر، واحذرن أن تكون في بَيْتِك الصَّلِف المَفْتُون، وكن لها مُعينًا أوان الشدَّة والضّيق، والله –سبحانه المسؤول أن يوفق الجميع إلى ما يُحبّه ويرضاه، ويُعيذنا مِمَّا يُسْخطه ويَأبَاه، وأن يُصْلح القلوب، ويُنير الدُّروب، ويحقق كُلَّ مَطلوب، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، ومن الإحسان: الإنفاق على الأبناء مِن السَعة، دون بُخل وإقتار، ومن الإحسان نسيان الزَّلات والهفوات، وترك تتبّع ما كان وفات.
وفسر الجانب الفقهي للطلاق وهو الأعظم والأهم: أنه على نوعين: طلاق سُنِّي، وطلاق بِدْعي. فالطلاق السُّني هو الذي يَجب إيقاعه عند إرَادة الطلاق وذلك بأن تُطلَّق المَرْأة طلقة واحدة في ظهر لم يُوَاقِعها فيه، وأمَّا الطلاق البدعي فأنْ تُطلق المَرْأة أكثر من طلقةٍ دَفعة واحِدَة، أو يقول: أنتِ طالِقٌ ثلاثًا، أو يُطلِّقها وهي حائض، أو يُطلِّقها في طُهر واقعها فيه، وفاعل ذلك آثم، مرتكبٌ أمرًا مُحَرَّمًا، فهل فَقِه المُطلِّقون هذه الأحكام، أم أوقعوا الطلاق دُون زمام أو خطام ، مبينا أن من المنكرات الدخيلة بل المحرمات الوبيلة، إقامة الحفلات إثر الطلاق وهل المقام مقام صبر وأسف واسترجاع، أم مقام فرح وابتهاج؟ رحماك رباه رحماك!!.
من أسباب دخول الجنان
ومن المدينة المنورة، قال الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ ، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن حُسن الخلق من أفضل الأعمال وأزكى القربات إلى الله سبحانه وتعالى .
واستشهد « آل الشيخ » خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بما قال الله جل وعلا في وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ««وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ » الآية 4 من سورة القلم، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف " إن من خياركم أحسنكم أخلاقا "، وسئل صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال "البر حُسن الخلق والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلّع عليه الناس".
وأوضح أن حُسن الخلق سبب من أسباب دخول الجنان ورضى الرحمن لقول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :«ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق»، وسئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: «تقوى الله وحسن الخلق».
من تمام حسن الخلق
وأضاف أن من تمام حسن الخلق أن يفرح المسلم بلقاء إخوانه متبسماً طلق الوجه بشوشاً مستبشراً مسروراً ، فقال الله تعالى : « لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ» الآية 88 من سورة الحجر، منوهًا بأن طلاقة الوجه والبشاشة عند اللقاء سجية صاحب الخلق العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام.
ودلل بما جاء عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: «ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمتُ ولا رآني إلا تبسم في وجهي» ، موصيًا: كونوا أهل بشاشة في اللقاء وهشاشة وسماحة وطلاقة في العشرة لقوله صلى الله عليه وسلم "تبسمك في وجه أخيك لك صدقه" .
لتعظم أجوركم
وأوصى بالحرص على توطن النفس بإلزامها بهذا الخلق الكريم لتعظم أجوركم وأن تفشوا المودة بينكم وتسود المحبة ويعم الإخاء بالمجتمع بهذا الخلق وتطمئن القلوب وتسعد النفوس وتنشرح الصدور ، وأن تأكيد خلق البشاشة يعظم الأجر وينبل أثره خاصة مع صاحب الحاجة ثم أسند تأكيده بهذا الخلق بقول أحد الحكماء بلقاء صاحب الحاجة بالبشر تشكر أو تعذر قال الله تعالى: « «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا» الآية 83 من سورة البقرة، ولقوله عز شأنه « وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا» الآية 28 من سورة الإسراء ، وقال تعالى « وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ » الآية 10 من سورة الضحى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.