أكد وزيرالخارجية الروسي سيرجي لافروف أن السلام لن يأتي لسوريا عبر مفاوضات مستعجلة. وأوضح لافروف - في حوار مع صحيفة "روسيسكايا جازيتا " الروسية نشرته الصحيفة اليوم الإثنين وأوردته على موقعها الالكتروني - أنه لا يرى تحديد فترة زمنية لمؤتمر جنيف 2، مشيرا إلى أن المؤتمرات الدولية التي جلبت السلام لمناطق العالم استغرقت شهورا أو سنوات. وأكد لافروف أن روسيا تريد أن يجلب المؤتمر، الذي اتفقت روسيا والولايات المتحدة على تنظيمه في جنيف، السلام لسوريا ولا تريد أن يقرر هذا المؤتمر إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي توطئة لحل الأزمة السورية بالطرق العسكرية كما حصل في العراق وليبيا. وسألت الصحيفة وزير الخارجية الروسي إن كان يرى أن روسيا قد تقع في فخ في حال فشل مؤتمر جنيف 2 الذي اتفقت روسيا والولايات المتحدةالأمريكية على تنظيمه لإجلاس الأطراف السورية المتنازعة إلى طاولة مفاوضات السلام في تحقيق هدفه ليقول الأمريكيون إن مفاوضات السلام التي أرادتها روسيا لم تسفر عن شيء وينبغي القيام بعمل عسكري لإحلال السلام في سوريا، قال إن المؤتمر المزمع عقده قد يصير فخا وهذا في حال أسرع المنظمون بعقده من دون إعداد جيد. واستطرد أنه لكي يحقق المؤتمر النجاح يجب أن يحضره ممثلو الحكومة السورية وممثلو كافة فصائل المعارضة وممثلو جميع الأطراف التي شاركت في "مؤتمر جنيف 1" في 30 يونيو 2012 وأيضا إيران والمملكة السعودية اللتان لم توجه الدعوة إليهما لتشاركا في ذلك المؤتمر. وشدد لافروف على ضرورة ترك مؤتمر جنيف 2 يواصل عمله حتى يحقق الغاية التي يُعقد من أجلها. وذكر لافروف أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال له إن بعض شركائنا يرون أن بضعة أيام أو أسبوع ستكون كافية، غير أن وزير الخاريجة الروسي يظن أن الاستعجال يؤدي إلى آثارعكسية، مشيرا إلى أن المؤتمرات التي جلبت السلام لمناطق العالم استغرقت شهورا أو سنوات. وعلى سبيل المثال استغرق مؤتمر السلام الخاص بلبنان استمر 14 عاما. ولا يريد لافروف أن يستغرق مؤتمر السلام الخاص بسوريا نفس المدة، غير أنه لا يريد أن يختتم المؤتمر الخاص بسوريا أعماله مقررا إحالة الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار شن العملية العسكرية كما هو حاصل في العراق وليبيا. ولذلك فإن لافروف يرفض أن يتم تحديد أي إطار زمني لمؤتمر جنيف 2 مسبقا. وعن خلاف موسكو وواشنطن حول أيهما أسبق: استقالة الرئيس السوري بشار الأسد أم مفاوضات السلام ، قال لافروف إن المبادرة الروسية الأمريكية الخاصة بتنظيم مؤتمر جنيف 2 لا تتضمن أية شروط مسبقة. وكان كيري قد قال للصحفيين عقب ختام لقائهما في موسكو في السابع من مايو الجاري إنه لا يرى مكانا لبشار الأسد في سوريا الجديدة، إلا أنه يرى ضرورة أن يقرر الشعب السوري بنفسه هذه المسألة. وقال لافروف "نوافق الأمريكيين على ذلك"، مؤكدا "أننا لا نستطيع تقديم أية مبادرة لا بد من النظر إليها كتدخل في الشئون الداخلية". وأضاف لافروف أن المشاركين في مؤتمر جنيف 1 اتفقوا على ضرورة بقاء مؤسسات الدولة خلال فترة انتقالية تتحول فيها سوريا للسلام ، متسائلا: من سيضمن بقاء مؤسسات الدولة. وقال إن هذا السؤال لا يجد الجواب لدى الذين يرون ضرورة إقالة بشار الأسد قبل بدء مفاوضات السلام.