"أنا بتحضر دلوقتي علشان أعمل العملية اللي بهرب منها بقالي كتير.. أنا هبقى بين أيدين ربنا بعد شوية، وياعالم ربنا كاتبلي إيه، هو الوحيد اللي عارف إني جاهزة للقائه الكريم، وحابة إنه يشملني برحمته، وزي ما بيتقال: وما الدنيا بباقية لحي ولا حي على الدنيا بباقي"، هذا كانت الكلمات الأخيرة للبلوجر الشهيرة أشكيناز السبكي، لمتابعيها قبل خضوعها للعملية التي خرجت منها إلى مثواها الأخير. فتاة الخير "فتاة الخير" هكذا عرفها الكثيرين، فكان لها الكثير من المبادرات الإنسانية لدعم اللاجئين السوريين، ورعاية الحيوانات والرفق بها، فضلاً عن كونها كانت داعمة لبعض الحالات الانسانية عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وجمع التبرعات لتلك الحالات. وكانت اشكيناز السبكي تمتلك مجموعة خاصة بها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تحت مسمى "أشكيات" يضم 25.912 عضوًا، تشارك خلالها المواقف بشكل كوميدي ساخر مع متابعيها. حياة اشكيناز منشأها أشكيناز السبكي هي فتاة سورية من العاصمة السورية دمشق، وكانت تعيش في محافظة الفيوم بمصر، ودرست وتخرجت من كلية الآداب جامعة القاهرة، وبكالوريوس التربية من كلية التربية للطفولة المبكرة من جامعة الفيوم.
زواجها تزوجت البلوجر الشهيرة –رحمها الله- من طبيب الاسنان عبدالهادي البني –سوري الجنسية- وأنجبت منه طفلين هما "عزيز وشام"، وبعد الزواج ظلت مقيمه في محافظة الفيوم. المرض المفاجئ أصيبت فتاة الخير، صاحبة الحس الفكاهي، دون سابق إنذار بألم شديد في بطنها فتوجهت مسرعة للأطباء الذين طلبوا منها إجراء اشعه بالصبغة على الكلى والبطن والكبد، وبدرهم أكتشفوا وجود ورم 9 سم أعلى الكلى الشمالية، ثم طلبوا إعادة الأشعة بالصبغة مرة أخرى بالرنين المغناطيسي لتحديد نوع الورم وبدايتة وطريقة إزالته. وجاءت الفاجعة، ليتكشف الأطباء أن الورم نادر في الغدة الكظرية يصيب شخص واحد من بين مليون شخص – على حد قول البلوجر اشكيناز-، ليزداد الأمر سوء بإكتشاف أن الورم حجمه كبير وملتف حول شريان رئيسي، ما يجعل هناك خطورة كبيرة في إزالته تعرضها للنزيف. طلب منها الطبيب المعالج إجراء بعض الفحوصات لسحب عينة من الورم لتحليلها، لكنها ترددت وطلبت منه تأجيل هذه الفحوصات لحين حضورها حفل تخرج أبنتها، وبالفعل قامت بإجراء الفحوصات بعد التأجيل مشاركة متابعيها بالأمر وسط حالة من الكوميديا مستخدمة جمل وعبارات ضاحكة لتبسيط الأمر منها "اللي قادرة على التحدي وعلى المواجهة"... النهاية أضطرت البلوجر الشهيرة أشكيناز السبكي للخضوع لعملية جراحية كبيرة لإزالة الورم أعلى الغدة الكظرية، رغم محاولاتها المستمرة للهروب منها، وبالفعل كانت هي العملية التي خرجت منها إلى مثواها الأخير في مقابر العائلة بكفر محفوظ في مدينة الفيوم. وكأنها تشعر بالنهاية، وقبل ساعات من رحيلها، كتبت "أشكيناز" عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك لمتابعيها: " أنا هبقى بين إيدين ربنا كمان شوية، وياعالم ربنا كاتبلي إيه، بس هو الوحيد اللي عارف إني جاهزة للقائه الكريم، وحابة إنه يشملني برحمته بتمنى لو حد زعلان مني يسامحني، وبتمنى منكم الصدقة والدعوة الطيبة زي قلوبكم، يشهد الله عالم النوايا إني بحبكم محبة خالصه لوجه الله لا غير وبتمنالكم دوام الصحة والسعادة والخير". فراق الزوج والأحبه أعلن الطبيب عبدالهادي البنى، زوج البلوجر الراحله عن وفاتها، عبر حسابها الشخصبي بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، معبرًا عن حزنه الشديد قائلاً:" بسم الله الرحمن الرحيم يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربكِ راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي .. صدق الله العظيم، بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره ننعى إليكم وفاة الغالية زوجتي"، مزضحًا تفاصيل الجنازة والدفنه، مختتمًا " ولا نقول إلا ما يرضي الله ورسوله الكريم صل الله عليه وسلم إنا لله وإنا إليه راجعون". تأثر متابعيها خلفت وفاة البلوجر ورائها حزن كبير في قلوب متابعيها ومحبيها، حتى نعاها أحد الأشخاص عبى "فيس بوك"متأثرًا: " في ناس الدنيا مش بتقابلنا بيهم.. بس بنتعرف عليهم وبنحبهم من سيرتهم الطيبة بين الناس بعد ما بيفارقونا.. يمكن أنا مكنتش أعرف الله يرحمه عماد محروس وحبيبته بعد وفاته من سيرته ومن كل الكلام الحلو اللي اتقال ولسة بيتقال عنه.. لتاني مرة الموقف بيتكرر مع أشكيناز السبكي برضة مكنتش أعرفها.. بس حب الناس لها وسيرتها الطيبة خلو في مرار في قلبي من حزني عليها بالرغم أني معرفهاش خالص بالرغم من الصدقات المشتركة بيني وبينها.. الناس الجميلة هي اللي بتمشي بدري ربنا يرحمهم ويجعلهم في كنفه".
