أكد السفير سيد المصري، مستشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي لشئون الأقليات ومساعد وزير الخارجية الأسبق لشئون الأممالمتحدة والمنظمات الدولية، أن المنظمة مهيأة الآن للقيام بدور فعال نحو حل الأزمة السورية خاصة مع اقتراح توسيع المبادرة الرباعية المصرية لتشمل أيضا منظمة التعاون، وجامعة الدول العربية. وقال المصري في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط "أعتقد أن منظمة التعاون ستكون أكثر قبولا لدى نظام الرئيس السوري بشار الأسد مقارنة بجامعة الدول العربية التي أخذت موقفا منحازا بشدة ضده، حيث انجرفت وراء بعض تيارات دول عربية أخذتها بعيدا، لدرجة أن الأخضر الإبراهيمي اكتفى بأن يكون ممثلا للأمم المتحدة لحل الأزمة السورية". وأضاف "إذا جاء الوقت لغطاء إسلامي أو عربي أو غير غربي .. فمنظمة التعاون مهيأة أكثر للقيام بهذا الدور..لأنها لم تقم بطرد الحكومة السورية أو إعطاء المقعد للائتلاف المعارض ، فموقف المنظمة كان أكثر توازنا". وقال مستشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي "إن كل ذلك دق أجراس خطر كثيرة أمام روسيا وأمريكا بالذات، حيث إن البيان الأخير لوزيري خارجية البلدين سيرجي لافروف وجون كيري يدل على أنهما تنبها لهذا الخطر وأنه لا حل إلا بمشاركة النظام السوري، حتى إن مصر بدأت تتجه نحو هذا الاتجاه"، مؤكدا استعداد المنظمة للقيام بدور رئيسي في هذا الشأن. وحول تقييمه للمبادرة المصرية بشأن حل الأزمة السورية، قال المصري "أعتقد أن الوضع الحالي بات مهيأ لنجاحها، إلا إننى كنت انتقدتها سابقا ليس من ناحية الفكرة..فالفكرة جيدة جدا ولكن من ناحية التنفيذ غير المهني لها، لأنها أطلقت دون تمهيد ودون اتصالات مبدئية، حتى إن كثيرا من الدول وصفتها بأنها ولدت ميتة". وحول تقييمه للعلاقات القائمة بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، قال السفير سيد قاسم المصري مستشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي لشئون الأقليات ومساعد وزير الخارجية الأسبق لشئون الأممالمتحدة والمنظمات الدولية "إن معظم الدول الفاعلة في المنظمة تنسق استراتيجيا مع أمريكا الحليف الأول لإسرائيل، كما أن معظم الدول الخليجية لا ترى حاليا خطر إسرائيل ، لأن الخطر بالنسبة لهم هو ما يصفونه ب"المد الشيعي" ، الذي تم تضخيمه". وأضاف المصري: "إن التحالفات الخارجية للدول الأعضاء تسير كلها في اتجاهات خاطئة، حيث تركت الأهداف الأساسية والأطراف المفروض أن تتعاون معها واتجهت إلى التعاون والتنسيق استراتيجيا مع أطراف تتباعد أهدافها مع الأهداف الرئيسية لدول المنطقة.. وحاليا تتحدث عن الخطر الشيعي وتترك الخطر الإسرائيلي..فهي تتحدث عن أشياء تفرق بين الأمة الإسلامية". وتابع "إن العوامل التي توحد بيننا وبين إيران أكثر من تلك التي تفرق"، مشددا على أن الصعوبة التي تواجه أي أمين عام هي أن يجد الخط القاسم المشترك الأدنى والأصغر الذي يمكن أن تتفق عليه 57 دولة عضوا .."وهذا أقصى ما يمكن أن نحلم به". وشدد على استمرار الدول الإسلامية في الاهتمام بقضية فلسطين والمساعدة في وقف تهويد مدينة القدس ، وذلك عبر كل الوسائل بما فيها الدعم المالي بهدف الحفاظ على الأراضي العربية والإسلامية في المدينة المقدسة. ونوه في هذا الإطار بالإنجازات التي حققتها منظمة التعاون تجاه القضية الفلسطينية ، حيث بذلت جهودا حثيثة بشأن حشد مواقف الدول الإسلامية في المنظمات الدولية وخاصة الأممالمتحدة لقبول فلسطين في منظمة اليونسكو والحصول على وضع الدولة المراقب غير العضو في الأممالمتحدة. وتطرق المصري إلى البرامج التي نفذتها المنظمة بالتعاون مع البنك الإسلامي وصندوق التضامن الإسلامي من ناحية دعم قدرات الشباب الفلسطيني ، ومن ناحية البرامج الاقتصادية والتنموية في القدس بالذات. وردًا على سؤال حول تقييمه للتعاون القائم بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وصف المصري التعاون القائم بين الجانبين ب"الممتاز" والوثيق جدا ، قائلا "إن هذا التعاون قائم على اتفاقية موقعة بين الطرفين". وحول تقييمه للأمين العام الحالي البرفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، قال السفير سيد المصري مستشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي لشئون الأقليات ومساعد وزير الخارجية الأسبق لشئون الأممالمتحدة والمنظمات الدولية "إنني لا أستطيع أن أفي الأمين العام حقه، لأنه أحيا المنظمة، ووضعها فعلا على الساحة العالمية كلاعب نشط ، ودون أن نغمط حق الذين سبقوه". وأضاف المصري "لقد جاء الأمين العام بفكر جديد كما أنه عدل ميثاق المنظمة وخاصة أسلوب التصويت حيث لم يجعله بالإجماع أو بتوافق الآراء..لأن توافق الآراء يعني فيتو لكل دولة"، منوها بأن الأمين العام نجح فى عمل ميثاق جديد من الصفحة الأولى وحتى الأخيرة خلال ولايته الأولى وهو يعد إنجازا كبيرا. وأشار إلى أن ميثاق الأممالمتحدة الظالم والقائم على وجود حق النقض (فيتو) وعدم جود مساوة وأشياء كثيرة ينص على أن يعاد النظر فيه كل عشر سنوات ، وحتى الآن لم يتم فيه تعديل جذري، كما أن مجلس الأمن الدولي لم يجر عليه أي تعديل منذ إنشاء الأممالمتحدة سوى توسيع العضوية من 11 إلى 15 عضوا.كما أن ميثاق الجامعة العربية يحتاج إلى مراجعة جذرية. ونوه بأن الأمين العام شرع فى تنشيط المنظمة على أساس علمي فجمع عقولا كثيرة من العالم الاسلامي من بينها الأمين الحالي لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي وسليمان ديمريل الرئيس التركي الأسبق وعلي العطاس وزير خارجية أندونيسيا الأسبق وشخصيات أخرى لوضع رؤية استراتيجية للتعاون الإسلامي وتطوير عمل المنظمة ، ثم شرع فى إنجاز الخطة العشرية التي أقرتها قمة مكةالمكرمة. كما انطلق الأمين العام وفقا للمصري- نحو معالجة مشكلة الأقليات المسلمة على الأرض، وذلك عبر تنظيم زيارات لهذه الدول وبعثات زيارة واستقبال وفود ولجان تصل تقريبا إلى تقصى حقائق ، وممارسة ضغوط ظاهرة وباطنة على الدول التي توجد فيها مشاكل أو تعامل المسلمين معاملة سيئة. وقال المصري إنه لمس خلال زياراته للدول التي تواجه فيها الأقليات المسلمة مشاكل ومنها تايلاند والفلبين ، أن هذه الدول باتت تنظر للمنظمة نظرة مهابة وأنها منظمة ذات نفوذ وتأثير. وقال إنه على الرغم من كل هذه الظروف الصعبة إلا أن الأمين العام دفع بالعمل الاسلامي الجماعي في مجال حقوق الإنسان حيث أنشأ هيئة خاصة بحقوق الإنسان. كما اقترح الأمين العام وفقا للمصري خلال زيارته الأخيرة للقاهرة إنشاء وحدة اتصال بين المنظمة ومصر خلال رئاستها للقمة على مدى ثلاث سنوات، وقد لاقى هذا الاقتراح ترحيبا من الرئيس الدكتور محمد مرسي وذلك بهدف تنشيط العلاقة أثناء الرئاسة المصرية. وشدد مستشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي لشئون الأقليات، على أن السمة المشتركة بين معظم الأقليات المسلمة في العالم وخاصة آسيا هي أن هذه الأقليات هي من أصحاب البلد الأصليين إلا أنهم يعانون حاليا من حرمان شديد فى الحقوق الأساسية ومنها الجنسية وغيرها من الحقوق الإنسانية. وحول الأقلية المسلمة في ميانمار، ذكر المصري أن هناك تحركًا على صعيد منظمة التعاون يتمثل في توجيه رسالة جماعية قوية من رؤساء الدول ال57 الأعضاء بالمنظمة إلى رئيس ميانمار، لأن الأعمال المعادية للمسلمين هناك انتقلت من الحيز الإثني الموجه إلى أقلية الروهينجيا (من أصول بنجالية) إلى الحيز الديني الموجه للمسلمين الميانماريين في مناطق أخرى من البلاد. وأعرب عن أسفه لأن الدول الإسلامية باتت لها توجهات شتى، وهناك صعوبة في جمعها على كلمة واحدة ، مشيرا إلى أن دولا مثل ماليزيا وأندونيسيا وسلطنة بروناي لها علاقات خاصة مع ميانمار. وعن جهود المنظمة لاحتواء الخلاف الدائر في الفلبين بين الجبهتين الإسلامية والوطنية لتحرير مورو، قال المصري إن المنظمة تدعو الجبهتين لاجتماع فى جدة لتنسيق المواقف بينهما ، كما أنها تسعى إلى تنسيق وتوحيد المواقف بينهما وتبادل المعلومات. ونوه بأن المنظمة نجحت في اتخاذ قرار خلال الاجتماع الوزاري الأخير في جيبوتي للتقريب بين الجانبين ، حيث إنها تتبع مسارا تفاوضيا يتمثل في الاجتماعات الثلاثية التي تضم حكومة الفلبين والجبهة الوطنية لتحرير مورو، كما أنها تحاول التغلب على العقبات التى تحول دون تطبيق اتفاق السلام النهائي الذي وقع عام 1996 والذي لم ينفذ حتى الآن. وفيما يتعلق بالأمين العام القادم إياد مدني، أعرب المصري عن تمنياته له النجاح والتوفيق ، قائلا "إن الأرض مهدت أمامه الآن لاستكمال ما بدأ إحسان أوغلي ، ونتمنى أن يحتوي التجاذبات والتوازنات داخل المنظمة، لأنه أي أمين عام يستمد سلطته من إرادات الدول". كما أعرب عن اعتقاده بأن الأمين العام القادم سيلقى المساندة القوية من السعودية، دولة المقر، وهي الدولة التي أسهمت في النصيب الأكبر لإنشاء المنظمة..وهذا شيء جيد.