أفادت تقارير إعلامية هندية بأن الصين أجرت تدريبات جوية بالقرب من إقليم لَداخ الحدودي، التي كانت جذبت أنظار العالم قبل عام إثر اندلاع اشتباكات بين القوات الهندية ونظيرتها الصينية على حدود الإقليم، التي راح ضحيتها 150 قتيلاً وجريجاً من الجانبين في يونيو من العام الماضي 2020. ونقلت وسائل الإعلام الهندية المحلية عن مصادر عسكرية قولها إن نحو 22 طائرة حربية من المقاتلات الصينية الثقيلة من طرازي "جيه-11" و"جيه- 16"، نفذت مناورات جوية في المنطقة وتمكنت القوات الهندية الموجودة فيها من رصدها ورؤيتها بوضوح، غير أن المصادر لم تكشف عن توقيت تلك المناورات، واكتفت بالقول إنها تزامنت مع مرور عام على الاشتباكات التي جرت في يونيو الماضي. وأبرزت المصادر العسكرية أن بلادهم الهند نشرت طائراتها المقاتلة الثقيلة من طراز "ميج-29 يو بي جي" في إقليم لَداخ، القادرة على تنفيذ طلعات على ارتفاعات عالية في أجواء صعبة، مشيرين إلى أنها تمركزت حالياً بأعداد كبيرة في أعقاب اشتباكات العام الماضي. وتقول دورية "ميليتري ووتش" الأميركية، التي تابعت التطورات في تقرير أخير لها، إنه برغم قدرات مقاتلات "ميج - 29" الهائلة على المناورة، فإنها تفتقر إلى الدعم الصاروخي مقارنة بصواريخ " بي إل-10" قصيرة المدى المزودة بها مقاتلات "جيه-16" الصينية الثقيلة التي تتيح لها ميزة ليست متوافرة في نظيرتها الهندية. كما أنه على صعيد القذائف البعيدة، فإن المقاتلات الصينية من طرازات "جيه-16" و"جيه-11 بي"، تتمتع بتفوق ملحوظ بقاذفاتها البعيدة الأكثر قوة، كما أن لديها أجهزة استشعار أوسع نطاقاً..علاوة على ذلك فإن مقاتلات "جيه- 16" تتمتع بقدراتها الشبحية التي تتيح لها تجنب الرصد الرادادي، كما أنها مزودة برادار من طراز AESA، وقدراتها من قذائف "بي إل-15" بعيدة المدى والموجهة بواسطة منظومة "أيسا" الرادارية لتنفيذ ضربات بعيدة أثناء الاشتباكات الجوية مع مقاتلات مقابلة لها. وأكدت "ميليتري ووتش" أن صواريخ "بي إل-15" المزودة بها المقاتلات الصينية تفوق في مداها ضعف ما لدى قذائف "آر-77" في ميج- 29 الهندية، مشيرة إلى أن هناك عنصراً مكملاً وجوهرياً يضفي تميزاً للمقاتلات الصينية يتمثل في تزويدها بأجهزة ملاحية متطورة تنتمي للجيل التالي. وإضافة إلى المقاتلات الحربية الثقيلة المنتشرة في المنطقة، فقد نشرت الصين منظومات دفاع جوي من طرازات "إتش كيو-9"، و"إتش كيو- 16"، بقدرات عالية على الحركة والتمركز في المنطقة، فيما تتسم الطرازات الأخيرة بأنها تستطيع التصدي لأهداف على بعد 250 كيلومتراً. وليس لدى الهند منظومات دفاع مماثلة، رغم أنه من المتوقع أن تشغل أول منظومة دفاع جوي روسية من طراز إس-400 في غضون 18 شهراً، وربما تنشرها في المنطقة الحدودية، على حد قول الدورية المعنية بالشؤون العسكرية. تتفوق منظومة الصواريخ الروسية "إس-400" ببعض المزايا من حيث الجاهزية وسرعة رد الفعل إذا قورنت بصواريخ "إتش كيو-9 بي" الصينية. كما حركت الهند إلى الإقليم تشكيلاً جوياً صغيراً من المقاتلات الخفيفة فرنسية الصنع من طراز "رافال"، ورغم محدودية قدراتها في الأداء من حيث السرعة والارتفاع، فإنها توفر نشراً لأجهزة استشعار أكثر تطوراً من تلك المزودة بها طائرات "الميج-29 يو بي جي"، وهي ما تقترب في إمكاناتها من تلك الموجودة في مقاتلات "جيه-16" الصينية. ولدى كل من مقاتلات "جيه- 16" الصينية، و"الرافال" الخفيفة الهندية رادارات من طراز AESA (أيسا) التي تعد متوافقة من حيث التطور والحداثة، وإن كان رادار المقاتلة الصينية الثقيلة يعد أبعد نطاقاً. وتبين "ميليتري ووتش" أن الهند لديها المقاتلة الثقيلة الأكثر قوة من طراز "سو-30 إم كيه آي" التي توازي إلى حد كبير في قدراتها مقاتلات الصين "جيه-11" و"جيه- 16"، لكنها لا تستطيع العمل بكفاءة في القواعد الجوية الأمامية في إقليم لَداخ الحدودي حيث الظروف المناخية الصعبة.
وقالت الدورية إن المقاتلة الصينية "جيه- 16" تبقى صاحبة الكلمة المسموعة والذراع القوية في الإقليم الحدودي المتنازع عليه بما تتمتع به من أجهزة استشعار وقذائف صاروخية من طراز "بي إل-15"، وهو ما يسمح لها أن توجه ضرباتها داخل الأراضي الهندية، كما أن مناوراتها في المنطقة كفيلة بأن تكون سبباً قوياً لإثارة قلق عميق في الهند.
