أكد الشيخ أحمد الهريش، شيخ قبيلة القرارشة التي احتجزت 50 سائحا أمس، الاثنين، أن اهانة المسئولين لبدو سيناء وإهمال معاناتهم كان السبب وراء الحادث. وقال إن نحو 1500 فرد من اهالي سيناء معتصمون منذ 38 يوما ولم يلتفت إليهم أحد، مشيرا إلى أن احتجاز السائحين كان مجرد كارت تصعيد، لتهتم المحافظة بطلباتهم. وإلى نص الحوار: * منذ متى بدأ الاعتصام؟ ** نحن حوالي 1500 فرد من اهالي سيناء اعتصمنا منذ 38 يوما، لاننا دائما نشعر بالاهانة لتعامل بعض الجهات معنا على اننا لسنا من بني الوطن ك"بدو" وعلى رأسهم السيد محافظ سيناء. * كيف تشعرون بالإهانة؟ ** نحن ولدنا في هذا الوطن، ولنا مطالبنا المشروعة من حيث انتمائنا للوطن، فكيف يكون اعتصامنا منذ 38 يوما، ولا نلقى اهتمامًا من المحافظ ؟ رغم أن عددنا يبلغ نحو 40 ألفا، ولا يعمل منا في القطاع الحكومي سوى 15 فردًا فقط وسبعين آخرين تم تعيينهم في وزارة البترول مؤخراً من قبل المجلس العسكري، وللأسف "بالعافية"، فنحن لدينا أكثر من 1500 أسرة في قرية وادي فران لا تملك أي مصدر من مصادر الرزق. * ماذا تريدون من الدولة ؟ ** نحن لدينا حوالي 29 موردا اقتصاديا في سيناء لو تمت الاستفادة منها على الوجه الأكمل قد تساعد في انتعاش الاقتصاد المصري وتشغيل جميع أبناء سيناء، ومنها السياحة والبترول، ولكن للأسف لا يستفيد بدو سيناء منها، رغم أن حقنا محفوظ منذ عهد الرئيس السابق محمد أنور السادات، حيث يحق لنا ك"بدو" نسبة 1% من كل 3% من عائد البترول بسيناء، ووقد نسف مبارك هذا الاتفاق فيما بعد. * كيف؟ ** هذه كانت اتفاقية بين بدو سيناء والرئيس السادات، وكان شاهدا عليها سالم اليماني، احد مشايخ البدو، وكان ممثل بدو سيناء في عهد السادات الذي وعدنا بهذه النسبة، 1% من كل 3% من عائد البترول. * ما مصلحة حكومة مبارك في ذلك؟ ** أنا اتحدث إليك كمستشار أمني لجنوب سيناء، فنحن مستهدفون تعليميًا لنظل مهمشين، وحتى الآن لا نأخذ حقوقنا كاملة في التعليم. * أترى ان هذه الاسباب تدفعكم لاحتجاز 50 سائحًا؟ ** كان احتجاز السائحين مجرد كارت تصعيد، لتهتم المحافظة بطلباتنا، وكنت أعلم أن الأمن سيأتي إلينا على الفور. * هل كان هناك مخطط لاحتجاز السائحين؟ ** لا، فهذا كان مصادفة، فالسائحون كانوا في زيارة ل"دير الراهبات"، وهو أحد المزارات السياحية بوادي فران او الوادي المقدس كما ذكر في القرآن الكريم، وتم حجزهم أثناء خروجهم لتصعيد الأمور ضد الحكومة، وكانوا في خوف وقت احتجازهم، ولكن تم اطلاق سراحهم بعد خمس ساعات فور وصول اللواء محمود الحفناوي، حكمدار مديرية الأمن. * كيف تعامل الأمن مع الموقف؟ ** وعدنا بأنه سيقدم طلباتنا إلى وزير الداخلية ليقدمها إلى رئيس الوزراء السيد كمال الجنزوري، وقال لنا: "في حالة إذا لم يتم تحقيق مطالبكم خلال 4 أيام لا يحق لي التدخل فيما تفعلون بعد ذلك". * ما هى مطالبكم؟ ** أولاً: نريد ممثلاً من المجلس العسكري وآخر من مجلس الوزراء لمناقشة مشاكلنا وإيجاد حلول لها واتخاذ قرارات فورية، فلا ينفع أي أحد غير ذلك، نحن نريد شخصيات فعالة مثل اللواء مختار الملا أو الفريق سامي عنان. وثانيا: نطلب الافراج عن اسرى حرب اكتوبر من المصريين في سجون اسرائيل. * كيف علمتم بوجود هؤلاء الاسرى؟ ** تم الافراج عن احد الاسرى المصريين واسمه "ابو الزهراء"، وقد أبلغ السعيد احمد عزب، قنصل مصر في ايلات، بوجود اسرى من بدو سيناء حتى الان داخل السجون الاسرائيلية، وهو من أخطرنا بذلك. * هل تعرف احد هؤلاء الاسرى من البدو؟ ** نعم ومنهم جديع عيد مطير جديع وأخوه موسى. * وما هى بقية طلباتكم؟ ** نطالب بإسقاط الاحكام التي صدرت غيابيا ضد بعضنا، مثل اتهامنا بحيازة المخدرات، فكان الواحد فينا ينام ويصحى يلاقي عليه حكم بتلاتين سنة، حيث كانت التهم توجه الينا من قبل أحد القيادات السابقة بوزارة الداخلية وأمن سيناء، وذلك ليدفعنا لكراهية الوطن من أجل تقديم ارض سيناء لإسرائيل "على طبق من ذهب". * وما الدليل على ذلك؟ ** خذ الدليل من لساني انا واسأل المخابرات وهى هتقولك، لأنها قبضت على هذا الشخص. * وماذا عن السجناء من بدو سيناء؟ ** هذا ضمن طلباتنا، فالمطلوب اطلاق سراح المساجين من أهل سيناء بسجون وادي النطرون والفيوم والزقازيق وبرج العرب وبور سعيد والقطة بالجيزة، لانه تم سجنهم ظلما وعدوانا بتهمة أنهم فقط من بدو سيناء! * ماذا لو لم يتم تلبية مطالبكم؟ ** نحن قمنا بواجبنا الوطني منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتى الآن، وحافظنا على البلد، وتولينا حماية الكمائن بعد الانفلات الامني، فضلاً عن اللجان الشعبية التي دافعت عن الأرواح والممتلكات، وسندافع عن هذا الوطن حتي بلوغ الروح الحلقوم، ولكن إذا لم تتحقق مطالبنا قبل 25 يناير من الشهر الجاري سنتوجه إلى ميدان التحرير، واحنا سانين اسناننا على الآخر، وسنظل معتصمين وستنضم إلينا بقية قبائل شمال سيناء.