باتت أزمة صافر كارثة تهدد المنطقة تظهر وتتجدد المطالب بشأنها على الساحة من وقت لآخر أمميا ودولياً لوقف القنبلة الموقوتة المتوقع انفجارها في أي لحظة. سفينة صافر أو خزان "صافر" الذي صُنع قبل 45 عاماً وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، محمّلة ب 1,1 مليون برميل من النفط الخام في البحر الأحمر، يقدّر ثمنها بحوالي 40 مليون دولار لم تخضع لأي صيانة منذ 2015 ما أدّى إلى تآكل هيكلها وتردّي حالتها، وقبل عام تسرّبت المياه إلى غرفة محرّك السفينة وهي اليوم مهدّدة بالانفجار أو الانشطار في أي لحظة مما سيؤدّي إلى تسرّب حمولتها في مياه البحر الأحمر. تتكرر الإدانات والتحذيرات من قبل الأممالمتحدة خشية حدوث تسرّب نفطي من شأنه أن يدمّر النظم البيئية في البحر الأحمر وأن يضرب قطاع صيد السمك في المنطقة وأن يغلق لستة أشهر على الأقلّ ميناء الحديدة الذي يُعدّ شرياناً حيوياً لليمن، لكن الحوثيون يمارسون أقصي تعنتهم ويعرقلون وصول الفريق الأممي المعني بالصيانة. وحول آخر التطورات والتحركات بشأن وقف القنبلة الموقوتة، عقد مجلس الأمن الدولي، أمس، جلسة لمناقشة آخر المستجدات حول قضية ناقلة "صافر" النفطية قبالة سواحل اليمن، كما حذرت منظمة السلام الأخضر "غرينبيس" المدافعة عن البيئة في بيان نشرته اليوم من أن قضية "صافر" تشكل تهديدا إنسانيا وبيئيا طويل الأمد وشيكا، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات عاجلة بهدف التعامل مع المسألة. وحسب المنسق الأول للحملات في قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن "السلام الأخضر"، أحمد الدروبي، أكد أن الناقلة المهجورة التي أكلها الصدأ يمكن أن تتحطم أو تنفجر في أي لحظة، ما يهدد بحدوث تسرب نفطي أكبر بأربعة أضعاف من كارثة ناقلة "أكسون فالديز" عام 1989. وأوضح المسئول أن الحرائق الناتجة عن الانفجار المحتمل قد تفضي إلى تلويث الهواء مما سيجلب آثارا صحية خطيرة إلى المجتمعات المحلية المنكوبة بالفقر وقال: "الأمر ليس في مما إذا كانت الكارثة ستقع بل متى ستقع!". وطالب مجلس الأمن الدولي في بيان، الخميس، المتمرّدين الحوثيين بالسماح لمفتّشين دوليين بأن يتفقّدوا "بدون تأخير" الناقلة النفطية المتهالكة "صافر" الراسية قبالة سواحل اليمن والتي تهدّد بحدوث كارثة تسرّب نفطي. وخلال جلسة لمجلس الأمن لبحث وضع ناقلة النفط اليمنية صافر، قال عبدالله السعدي، مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة، إن وضع الناقلة ازداد تدهورا وأصبحت الأخطار أكبر من أي وقت مضى، متهماً ميليشيات الحوثي بالتعنت ورفض كل دعوات المجتمع الدولي ومجلس الأمن وكل المبادرات والجهود لحل هذه الإشكالية، مشيراً إلى أن أي كارثة ناجمة عن خزان صافر ستطال 15 مليون شخص. وأصدر المجلس بيانه في ختام جلسة عقدها بطلب من بريطانيا بعدما أعلن المتمرّدون الحوثيون أنّ مساعي السماح لبعثة التفتيش التابعة للأمم المتحدة بتفقّد السفينة وصلت إلى "طريق مسدود". وفي بيانه حضّ أعضاء مجلس الأمن ال15 المتمرّدين الحوثيين على "تسهيل وصول آمن وغير مشروط لخبراء الأمم المتّحدة لكي يجروا تقييماً محايداً وشاملاً، بالإضافة إلى مهمة صيانة أولية، بدون تأخير". وخلال الجلسة أبلغ مكتب الأمم المتّحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) أعضاء مجلس الأمن أنّ بعثة المفتّشين "لا تزال على استعداد للذهاب" إلى اليمن لتنفيذ مهمّتها. وقالت رينا جيلاني المسئولة في أوشا إنّ هذه المهمّة "ستظلّ جاهزة ما دام لدينا تمويل من المانحين". لكنّها حذّرت من أنّ "بعض هذه الأموال سيبدأ بالنضوب قريباً، لذلك نأمل أن تبدأ الأمور بالتحرّك بسرعة أكبر بكثير".