يدخل التصعيد العسكري بين الفلسطينيين والإسرائيليين يومه الحادي عشر، فيما تتكثف الضغوط الإقليمية والدولية من أجل التهدئة ووقف إطلاق النار بين الطرفين. وفي هذا السياق، تمارس الولاياتالمتحدة ضغوطًا ملموسة، وإن لم تكن قاسية، على إسرائيل باعتبارها الطرف الأقوى عسكريا في الصراع من أجل دفعها لقبول وقف إطلاق النار.
وجاءت الضغوط الأمريكية بعد تعرض مبنى في غزة يضم مكاتب ومؤسسات إعلامية من بينها وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، وكذلك قصف مبنى بالقرب من وزارة الصحة في قطاع غزة وتدمير المختبر المركزي الوحيد الذي يتم فيه إجراء فحوصات كورونا.
ألمانيا: نتواصل مع مصر وأمريكا بشأن جهود التهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين قصف صاروخي علي إسرائيل.. القسام تضرب زيكيم ورشقة صاروخية علي عسقلان
ومنذ بدء التصعيد العسكري بين الفلسطينيين والإسرائيليين في 10 مايو، لم يمر يوم دون اتصالات مستمرة على مستويات مختلفة بين مسئولين أمريكيين ونظرائهم الإسرائيليين لدراسة مستجدات الموقف والبحث عن فرصة لاستعادة الهدوء.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إنه أبلغ نظيره الإسرائيلي بيني جانتس بضرورة خفض التصعيد في قطاع غزة.
وكتب أوستن في تغريدة عبر "تويتر": "تحدثت صباح اليوم مع جانتس وشددت على دعمي المستمر لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مشيرا إلى "أننا راجعنا تقييمات الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وشددت على ضرورة على وقف التصعيد".
وقال البيت الأبيض في وقت سابق إن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صباح الأربعاء، وأبلغه بأنه يتوقع خفض العنف والتصعيد بشكل كبير.
وفي أعقاب ذلك، قال بيان صادر عن البيت الأبيض إن بايدن دعا إسرائيل إلى بذل كل الجهود الممكنة "لضمان حماية المدنيين الأبرياء"، معبرا عن "دعمه لوقف إطلاق النار وبحث انخراط الولاياتالمتحدة ومصر وشركاء آخرين في المنطقة لدعم هذه الخطوة".
وبحسب وكالة "شينخوا" الصينية، يرى محللون سياسيون إسرائيليون أن الضغوط الدولية والأمريكية قد تسرع من توجه إسرائيل إلى التهدئة مع قطاع غزة.
وقال الكاتب الإسرائيلي باراك رافيد إنه خلال يوم الاثنين الماضي حدث تغيير في الرسائل التي تتلقاها إسرائيل من الإدارة الأمريكية تشمل تصريحات أوضح بشأن الحاجة إلى إنهاء العملية في قطاع غزة.
ووقع الاثنين 28 سيناتورا أمريكيا يشكلون أكثر من نصف الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بيانا دعوا فيه إلى الوقف الفوري لتبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحماس "لمنع فقدان مزيد من حياة المدنيين ومنع تصعيد آخر".
وتقول صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية إنه في تصريحات علنية عن قصف إسرائيل لغزة، أكد مسئولون في الحكومة الأمريكية مرارًا وتكرارًا أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. ولكن الصحيفة ترى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعلم أن الصراع الحالي ينطوي على ما هو أكثر بكثير من الدفاع عن النفس.
وأضافت الصحيفة أن تصميم بايدن على إعادة تأكيد دور الولاياتالمتحدة كزعيم للعالم يعني أنه لا يستطيع تجاهل الأزمة الحالية أو القضية الإسرائيلية الفلسطينية الأوسع. وفي مرحلة ما، يجب استئناف الجهود لتحقيق تسوية سلمية.