قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية وميليشيات موالية للرئيس السوري بشار الاسد اجتاحت قرية البيضا الساحلية امس الخميس وقتلت ما لا يقل عن 50 شخصا من بينهم نساء وأطفال. وأضاف المرصد المؤيد للمعارضة إنه من المتوقع ان يتجاوز عدد القتلى مائة شخص. مشيرا الى ان كثيرين ممن قتلوا اعدموا فيما يبدو رميا بالرصاص او طعنا، كما عثر على جثث اخرى محروقة. ولا يمكن التأكد من مصدر مستقل من تقارير النشطاء بشأن اعمال القتل اذ تقيد الحكومة السورية دخول وسائل الإعلام المستقلة. وقبل ساعات من ذلك هاجم معارضون مسلحون حافلة تقل افراد ميليشيات مؤيدين للأسد يعرفون باسم "الشبيحة" ما أسفر عن مقتل ستة اشخاص على الاقل واصابة 20 . وردت القوات الحكومية والشبيحة بمحاصرة البيضا وبلدة المقرب القريبة من بانياس وقصفتهما بالمورتر قبل مداهمة البيضا. وشنت قوات الأسد سلسلة من الهجمات امتدت من العاصمة دمشق ومدينة حمص بوسط البلاد وصولا الى ساحل البحر المتوسط حيث موطن الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الأسد نفسه. وتقود الاغلبية السنية في سوريا الانتفاضة التي بدأت قبل اكثر من عامين ضد حكم عائلة الأسد للبلاد المستمر منذ اربعة عقود وأصبحت مزاعم وقوع اشتباكات ومذابح طائفية شائعة بشكل متزايد في صراع أودى بحياة أكثر من 70 ألف شخص. وكانت البيضا مسرح أحد الاشتباكات الطائفية الاولى حين هاجم شبيحة علويون محتجين سنة خرجوا للشوارع في الاشهر الاولى للانتفاضة وقتلوا العديد من الناس. ومدينة بانياس والقرى المحيطة بها هي جيب سني الى حد كبير محاط ببلدات علوية. وقال المرصد -الذي يتخذ من بريطانيا مقرا- ويجمع التقارير من شبكة من النشطاء بانحاء سوريا "مصير عشرات السكان ما يزال مجهولا." واضاف ان قوات النظام والمسلحين المؤيدين لها من قرى علوية قريبة دمروا العديد من المنازل ايضا. واضاف انه ما تزال المعلومات قليلة لان خطوط الهواتف والانترنت قطعت. ويبدو أن القوات الحكومية والميليشيات المؤيدة لها حققت مكاسب ملموسة في الاسابيع القليلة الماضية واستولت على عدة ضواح خارج دمشق واستعادت مناطق في حمص مهد التمرد المسلح. وقال نشطاء ومقاتلون ان القوات المؤيدة للرئيس السوري بشار الاسد استعادت السيطرة على حي بوسط مدينة حمص اليوم الخميس وفصلت بين جيبين منعزلين للمعارضة المسلحة. وقال المرصد ان الهجوم دعمه منسقون ايرانيون واخرون من حزب الله اللبناني. ونفت كل من ايران وحزب الله ارسال قوات إلى سوريا للقتال إلى جانب الاسد لكن الامين العام للحزب حسن نصر الله كان اكثر صراحة في الحديث عن وجود رجال الحزب في سوريا حيث يقول انه يدافع عن التجمعات اللبنانية والشيعية من هجمات مقاتلي المعارضة السنية. وتبدو استعادة حي وادي السايح -الذي يربط بين معقل المعارضة المحاصر في الخالدية بالمدينة القديمة التي تسيطر عليها المعارضة- جزءا من سلسلة من الهجمات المضادة المركزة تمثل تحولا عن سياسة القصف العشوائي التي شهدها الصراع على مدى عامين. وحمص هي الممر الذي يربط بين دمشق -مركز حكم الاسد- ومعقل الاقلية العلوية التي ينتمي إليها على ساحل البحر المتوسط. وكانت حمص مركزا للانتفاضة في بداياتها ضد حكم الاسد. وبعد المكاسب الاخيرة التي حققتها في المناطق المحيطة بحمص قال نشطاء ان قوات الاسد حاصرت بلدتي البيضا والمقرب على الطريق إلى مدينة بانياس الساحلية امس الخميس في احدث مرحلة في حملة لتأمين الطريق. وسيطرت قوات الاسد ايضا على بلدة القيسا شرقي دمشق في اطار زحفها نحو الشمال من المطار على الطرف الجنوبي الشرقي وهو ما يخلق محورا للسيطرة يقطع محاولات الدخول إلى المدينة من الشرق كما يقطع خطوط الامداد بالسلاح عبر الحدود الاردنية. ووجه عدد من النشطاء في المنطقة نداء الى قوات المعارضة اليائسة للعمل معا والا واجهت الهزيمة. وقال النشطاء في ندائهم "ما لم تتوحدوا تحت راية واحدة فإن قوات النظام السوري ستطاردكم كتيبة تلو الاخرى."