لم ينسى الأمير فيليب الراحل، الذي توفي الجمعة، عن عمر يناهز 99 عاما، أصوله اليونانية، فهو ابن أمير يوناني ولد في جزيرة "كورفو" التي تشتهر بأنها ملتقى العشاق. ومن ذكريات الأمير فيليب مع تراثه اليوناني، ولادته باعتباره الأمير الأصغر بين 5 أطفال في منزل العائلة، في 10 يونيو 1921، للأمير أندرو أمير اليونان والدنمارك والأميرة أليس أميرة باتنبرج.
وعند ولادته، كان فيليب هو السادس في ترتيب العرش اليوناني، حيث كان الأمير أندرو ابن الملك جورج الأول ملك اليونان، وكان الملك جورج في الأصل أميرًا دنماركيًا، ويُعرف باسم "الأمير فيلهلم" من الدنمارك ، وانتُخب ملكًا لليونان في عام 1863 بعد بروتوكول وقعته إنجلترا وفرنسا وروسيا.
اغتيل الملك اليوناني في وقت لاحق في عام 1913 وتولى عم فيليب العرش، ومع ذلك، في عام 1922 ، أُجبر الملك قسطنطين الأول على التنازل عن العرش والفرار من البلاد عندما خسرت اليونان الحرب التركية اليونانية 1919-1922.
وأُجبرت عائلة فيليب أيضًا على مغادرة البلاد وهربت إلى باريس في ديسمبر 1922 عندما اتُهم والده الأمير أندرو بالخيانة وسجن وحُكم عليه بالإعدام.
تم إجلاء الأمير فيليب وكان عمره حينها لم يتخطى 18 شهرًا فقط بواسطة سفينة تابعة للبحرية الملكية في سرير مغلق مؤقت تم بناؤه من صندوق برتقالي، وكان اللقب الرسمي للأمير فيليب هو الأمير فيليب أمير اليونان والدنمارك.
ولكنه تخلى بإرادته لاحقًا عن لقبه الملكي اليوناني في عام 1947 ليصبح واحدا من رعايا بريطانيا متجنسًا عندما تزوج من الملكة ، التي كانت آنذاك الأميرة إليزابيث. بدلاً من ذلك، أخذ فيليب اللقب الجديد "ماوتباتين" الذي كان نسخة معدلة من اسم عائلة والدته باتنبرج، حيث امتدت أصوله لترتبط بملوك من روسيا ، مثل الملكة ، أحد أحفاد الملكة فيكتوريا.
على الرغم من ولادته في اليونان وعلاقته بملوك اليونان، إلا أنه يبدو أن الأمير لم يشعر كثيرًا بالارتباط بالبلد ، حيث قال ذات مرة: "بالتأكيد لم أشعر أبدًا بالحنين إلى اليونان. اغتيل جدي وأبي محكوم عليه بالإعدام".
وبدلا من العودة إلى بلاده، أمضى دوق إدنبرة أكثر من 7 عقود في دعم زوجته بصفتها رفيقته، قبل أن يتقاعد من الحياة العامة في عام 2017.
وأصدر قصر باكنجهام، يوم الجمعة الماضي، بيانا أعلن فيه وفاته: "ببالغ الأسى أعلنت جلالة الملكة وفاة زوجها المحبوب ، صاحب السمو الملكي الأمير فيليب ، دوق إدنبرة، في قلعة وندسور".
