ذهب محللون في صحيفة أراب نيوز الدولية، إن ما كان يقال عن أن النظام الإيراني يستخدم الميليشيات المسلحة الموالية له في العراق وسوريا واليمن ، كورقة مساومة لكسب المزيد من النفوذ في أي مفاوضات نووية محتملة مع الولاياتالمتحدة، صار في بند الحقائق المعترف بها، وصارت الدلائل على ذلك كثيرة. وقال الخبير محمد السلمي، إن النقاش يدور الآن حول مدى استعداد طهران لنشر الميليشيات التي تعمل بالوكالة عنها في جميع أنحاء المنطقة وتوجيهها لشن عمليات هجومية مدمرة ، مما يؤدي في النهاية إلى حرب شاملة. ومنذ يناير ، شُنت عدة هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على السعودية من الجزء الشمالي من اليمن ، حيث أعلنت مليشيا تُعرف باسم "كتائب وعد الحق" مسؤوليتها عن الهجمات التي استهدفت الرياض. وبغض النظر عن قيام النظام الإيراني باستمرار بإنشاء ميليشيات جديدة بأسماء متعددة لصرف الانتباه عن أنشطة الميليشيات الموالية الرئيسية له، فإن هذه الهجمات تمثل تحولًا كبيرًا في استراتيجية إيران. بالإضافة إلى ذلك ، أثار النظام المزيد من الأعمال العدائية على الجبهة العراقية من خلال نشر الميليشيات، بما يقدر البعض الآن العدد بما يصل إلى 70 ألف مقاتل. وتسعى إيران من خلال هذه الهجمات إلى تحقيق أهداف متعددة في آن واحد ، منها فتح جبهة جديدة على الحدود الشمالية للسعودية ، إضافة إلى استمرار الأعمال العدائية على الجبهة الجنوبية، وتعزيز الدعم لمزاعم الحوثيين بالشرعية في اليمن. هذا إلى جانب الضغط على القوات الأمريكية في العراق وجعل أمريكا تشعر بالعجز في مواجهة الميليشيات المدعومة من إيران ، فضلًا عن إرسال تهديد واضح ولكن غير معلن إلى دول الخليج العربي الأخرى. وجميع تلك الأمور تهدف إلى عرقلة التقارب السعودي العراقي ، خاصة بعد إعادة فتح معبر عرعر الحدودي وبدء التبادل التجاري بين البلدين. وحاولت إيران عبر تصعيدها في العراق إضعاف حكومة مصطفى الكاظمي ولمحت إلى قدرتها على إفساد الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة. ومن خلال إصدار أوامر للميليشيات الموالية لها في العراق بالعمل على تأمين الأهداف المذكورة ، تخاطر إيران ببدء حرب عصابات لن يكون لدى دول المنطقة وحلفائها إلا ثلاثة خيارات ، وهي: اعتماد نفس النهج ، أو اتباع سياسة الإنكار، أو الرد مباشرة على إيران والدخول في حرب كارثية أو الاستمرار في فرض ضغوط دبلوماسية واقتصادية على إيران.