رحب وزير الخارجية الامريكي جون كيري الثلاثاء بالتغير الذي ادخلته الجامعة العربية امس على مبادرتها للسلام في الشرق الاوسط التي اعلنتها عام 2002 وقبولها مبدأ تبادل اراضي بين اسرائيل والفلسطينيين. واشاد كيري في لقاء مع الصحفيين ب"خطوة كبيرة جدا الى الامام" وذلك غداة اجتماع عقده مع وزراء خارجية عدد من الدول العربية. واوضح كيري انه "بخلاف المقترح الاصلي الذي لم يشر الا الى خطوط 1967فقط لا غير، قالت (الدول العربية) امس انها مستعدة للقبول بحدود 1967 مع تعديلات تترجم اتفاقا ثنائيا على تبادل اراض". وشدد كيري "اعتقد ان هذا امر هام" وذلك بعد مباحثات مع نظيره الاسباني جوزيه مانويل غارسيا مارغالو. حذر مجددا من انه "لا يزال امامنا الكثير مما يجب القيام به والكثير من العقبات التي يتعين تجاوزها". واثناء اجتماع الاثنين في واشنطن بين وفد الجامعة العربية وكيري قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الذي تراس بلاده لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية، ان "الاتفاق يجب أن يقوم على أساس حل الدولتين على أساس خط الرابع من يونيو حزيران 1967 مع (احتمال) إجراء مبادلة طفيفة متفق عليها ومتماثلة للأرض". وكانت المفاوضات السابقة تطرقت الى تبادل اراضي من شانه ان يتيح لاسرائيل الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الاكثر كثافة سكانية. غير ان الجامعة العربية والفلسطينيين اشترطوا ان يقوم ذلك على اساس خطوط ما قبل 1967 وهو ما ترفضه اسرائيل قطعيا. من جانبها، رحبت اسرائيل الثلاثاء بالموقف الجديد للدول العربية المؤيد لتبادل اراض بين الاسرائيليين والفلسطينيين،عقب محادثات اجراها وزير الخارجية الاميركي جون كيري في واشنطن مع وفد من ممثلي الجامعة العربية. وقالت وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني وهي المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين "هذه خطوة مهمة بالتأكيد وارحب بها". واكدت الوزيرة ان اسرائيل تبحث عن اي طريقة لكسر الجمود في محادثات السلام المتعثرة منذ سبتمبر 2010. واضافت ليفني "لنتحدث عن ذلك -- نحن مستعدون للتغييرات وهو امر سيسمح للفلسطينيين كما آمل، بدخول غرفة (المفاوضات) وتقديم التنازلات اللازمة" بعد اعلان ممثلين عن الجامعة العربية للمرة الاولى انهم قد يؤيدون مبدأ تبادل اراض بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ورأت ليفني ان هذا "يعطي ايضا رسالة الى المواطنين الاسرائيليين: لم نعد وحدنا. نتحدث مع الفلسطينيين وهناك مجموعة من الدول العربية تقول: توصلوا الى اتفاق مع الفلسطينيين وسنصنع السلام معكم وسنطبع معكم". في الوقت نفسه، صرح مصدر مسؤول في حركة (حماس) بأن الحركة تعرب عن قلقها إزاء تصريحات وفد المبادرة العربية للسلام في واشنطن حول قبول مبدأ تبادل الأراضي مع الاحتلال. وقالت حماس: "إنَّنا كنا نأمل من الوفد الوزاري العربي أن يطالب واشنطن بالضغط على الاحتلال لقف الاستيطان على أراضينا المحتلة، إنَّ التجربة الطويلة مع العدو الصهيوني علمتنا أن هذا العدو يبحث عن المزيد من التنازلات عن حقوقنا ثوابتنا الوطنية؛ فالاحتلال لا يريد السلام، وإنما يسعى لفرض الاستسلام على شعبنا وأمتنا، وهو يحاول كسب الوقت بالحديث عن أوهام السلام لفرض سياسة الأمر الواقع".