الإسلاميون والكنيسة جاءت زيارة جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة للكنيسة الأرثوذكسية لتهنئة البابا بعيد الميلاد بالإضافة إلي الزيارات التي قامها بها بعض الوفود الكنسية بالمحافظات لتهنئة الإخوان علي فوزهم بأغلبية مقاعد البرلمان ليثير العديد من التساؤلات والتكهنات و التساؤلات حول احتمالية وجود تحالف بين الإخوان و الكنيسة في الفترة المقبلة . "صدي البلد" حاولت البحث في تفاصيل هذا الموضوع وكشف تفاصيله وردود الأفعال المتوقعة خيال هذا التحالف المتوقع وتأثيره علي الوضع بمصر. في البداية نفى الدكتور محمود غزلان المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين ما يردده البعض من أن وفد الجماعة لم يكن يريد أن يشارك في القداس و هنأ البابا شنودة و غادر على الفور مخالفا البروتوكول المتبع في التهنئة بعيد الميلاد قائلا "ذهبنا لتقديم التهنئة للبابا وقيادات الكنيسة والأخوة الأقباط عامة وانتظرنا حتى بدء مراسم الاحتفال في التاسعة ولكن ذلك لم يحدث حسب ما تم إبلاغنا به وتواجدنا منذ الثامنة والنصف مساء ولكن البابا شنودة تأخر ساعة كاملة عن بدء القداس في موعده ونحن في الانتظار وسط الحضور. من جانبها، نفت الدكتورة جورجيت قليني عضو البرلمان السابق أن يكون هناك أي تحالف بين الكنيسة والإخوان ،خاصة وأن مثل هذا التحالف يعني أنه إما أن الكنيسة مؤسسة سياسية –وهذا غير حقيقي- وبالتالي تتعامل مع الإخوان كفصيل سياسي ، والثاني هو أن الكنيسة كمؤسسة دينية تتعامل مع الإخوان كجماعه دينية – وهذا غير حقيقي أيضا , مشيرة إلى أن دعوة الكنيسة للجماعة في قداس عيد الميلاد المجيد، هو دعوة للتواصل الإنساني، وليست دعوة لتحالف سياسي . بينما أعرب المفكر القبطي، الدكتور نبيل لوقا، عن تفاؤله بحصول التيار الإسلامي على أغلبية المقاعد البرلمانية، متوقعًا أن يحدث تحالف وتنسيق بينهم وبين كل أبناء الوطن واصفًا مشاركة حزب الحرية والعدالة بحضور عيد الميلاد، وتقديم التهنئة إلى الأقباط بالعيد، بأنها بمثابة لافتة طيبة، وقال إن حدوث أي شيء آخر غير تحالف الأقباط والمسلمين يعنى إسقاط مصر. من جانبه أكد طارق الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية إنه من بين أولويات التيار الإسلامي في المرحلة المقبلة احتضان الأقباط في مصر، مشيرا إلى أن الجماعة بصدد تكوين تحالف برلماني موسع يضم تيارات إسلامية و قبطية ليحمى البرلمان من العواصف التي تهدد استقراره. من جانبه استبعد الناشط السياسي علي عبد العزيز رئيس حكومة ظل شباب الثورة ما تردد بشأن وجود أي تحالف بين الكنيسة وجماعة الإخوان المسلمين قائلا "إن التحالف بينهما مستبعد رغم التغييرات على الساحة السياسية، واقتناص حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة لأكبر عدد من مقاعد البرلمان إلى وجود اختلاف سياسي بين الكنيسة والإخوان، وذلك ظهر جليًا في دعم الكنيسة لتحالف الكتلة المصرية في الانتخابات البرلمانية . و عن زيارة الإخوان للبابا و تهنئته بعيد الميلاد قال عبد العزيز " هذه الزيارة تعد بمثابة مبادرة من قبل الإخوان لتأكيدهم على احتوائهم للجميع دون تمييز كي يصبح التخوف من الإسلاميين أمرًا باطلاً.
بينما أكد المفكر الليبرالي كمال غبريال، أن تحالف الكنيسة مع الجماعات الإسلامية في مصر أمر طبيعي وليس مصطنعًا، فالكنيسة والجماعات وجهان لعملة واحدة ولهما نفس الهدف وهو تطويع الشعب لآرائهم. وبدوره قال محمد أبو حامد إن التنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين لن يكون مطلقا و أضاف " سننسق معهم فقط في حدود ما يحترم مدنية الدولة ، أما ما يتنافى مع ذلك فسنقف ضده، خاصة أننا ضد استخدام الدين في العمل السياسي" . أما المستشار رمسيس النجار مستشار الكاتدرائية للشئون القانونية فقد استبعد إمكانية تحالف الكنيسة الأرثوذكسية مع جماعة الإخوان المسلمين مبررا ذلك بأن الكنيسة مؤسسة دينية لا شأن لها بالسياسة وهناك تحالفات بين مجموعات قبطية وتيارات إسلامية لم تعقب عليها الكنيسة .