أكد الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، أن هذه الاضطرابات المناخية فى الغالب ترجع لظاهرتين مناخيتين وهما النينو واللانينا. وقال "فهيم"، خلال تصريحات له اليوم، الخميس، أن هاتين الظاهرتين تنشآن وتتطوران في المنطقة الاستوائية في المحيط الهادي كل فترة، ويؤدي كل منها إلى التأثير على أنماط توزيع الغيوم ومتوسط درجة الحرارة بشكل مختلف، وإن كانت مدة هذا التأثير تعتبر أقل زمنيا مقارنة بمدة تأثير الدورات الشمسية. وأوضح أن تأثير "النينو" يتمثل في زيادة درجة حرارة المياه السطحية في تلك المنطقة بشكل لافت، خاصة في فصلي الصيف والخريف، مما ينتج عنه تولد تيارات مائية بحرية دافئة، وتحركها شرقا لمسافات طويلة، وهو ما يؤدي بدوره إلى تغيرات مناخية وبيئية قاسية، أبرزها ارتفاع درجة الحرارة وزيادة موجات الجفاف واضطراب المناخ بشكل عام بالقرب من سواحل أسترالياالشرقية وإندونيسيا، وتأثيرات مماثلة لكنها أقل حدة على سواحل الهند وشرق وشمال أفريقيا (مصر) وبقاع أخرى بنصف الكرة الجنوبي. وأضاف أنه مع ظاهرة "النينو" تتعاقب في نفس المنطقة بالمحيط الهادي، ظاهرة بحرية أخرى هي ظاهرة "اللانينا"، والتي تؤدي إلى تأثيرات معاكسة تتمثل في انخفاض درجة حرارة المياه السطحية وبرودة الطقس نسبيا في أكثر من منطقة عبر العالم. والواقع أن العالم على وشك الخروج من تأثيرات ظاهرة "النينو" التي بدأت منذ عام 2015، وهناك بوادر قوية على تعاقب موجة جديدة من "اللانينا" بعدها، مما يمثل بدوره علامة على انخفاض درجة الحرارة على سطح الأرض بشكل إضافي خلال الموسم المناخية القريبة. وأوضح أن ظاهرة النينو هي ظاهرة جوية تتعلق بارتفاع درجة حرارة سطح وسط وشرق مياه المحيط الهادي عند خط الاستواء تقريبًا بقيم أعلى من المعدلات وتتكرر كل بضع سنوات ومن المتوقع بنسبة 65٪ أن يشتد تأثيرها في المواسم القادمة، فهى تعمل على قلب النظام الجوي الاعتيادي بين غرب المحيط وشرقه وتؤثر بشكل مباشر على غرب الأمريكيتين وأستراليا وشرق آسيا، ولن نغوص بتفاصيل التأثير العالمي الآن كي لا نطيل عليكم وسندخل بصلب الموضوع المتعلق بمنطقتنا لفصل الشتاء، حيث إننا نتأثر إجمالًا بالمؤثرات الأوروبية نتيجة مسار الكتل الباردة والرطبة الطبيعية من الغرب نحو الشرق (غالبًا وليس دائمًا). وأردف قائلا: "عادةً تأثير هذه الظاهرة يكون بطريقة غير مباشرة على أجواء المحيط الأطلسي، حيث يسمح تبريد الهواء الهابط بتشكل مرتفعات جوية قوية مقابل شمال غرب أفريقيا وشبه الجزيرة الايبيرية (إسبانيا والبرتغال) وبالتالي تزداد هيمنة ما يعرف بالمرتفع الآزوري في هذه المنطقة". وأكد أنه في حال تم تحييد العوامل المؤثرة الأخرى منها مسارات الرياح القطبية والإبقاء على ظاهرة النينو فقط سنحصل على فرص أكبر لبناء مرتفعات جوية تمتد من غرب أوروبا وأفريقيا وصولًا إلى أواسطهما نتيجة تعمق المنخفض الآيسلندي شمال غرب أوروبا، وبالتالي تندفع الكتل الباردة والمنخفضات عبر شرق أوروبا نحو الشرق المتوسط (مصر) لنحظى بالأمطار والثلوج على دفعات. وتابع: "ولكن هذا ليس الاحتمال الأوحد في حال تحييد العوامل الأخرى، حيث إن فرص بناء منطقة الضغط الجوي المرتفع قد تمتد لتشمل حوض البحر المتوسط كاملًا لنتأثر بأجواء مشمسة قد تكون دافئة أو باردة ولكن أقرب إلى الجفاف بشكل عام". وشدد على أن الاحتمالين السابقين هما نتيجة ربط ظاهرة النينو بطريقة غير مباشرة مع طقس أوروبا المؤثر علينا شتاءً في ظل "تحييد" العوامل الجوية الأخرى المؤثرة والتي قد تقلب الأمور رأسًا على عقب.