اثنان من أبرز أعداء صحة المرأة عموما، والمصرية على وجه الخصوص وهى من تتحمل أعباء مشاركة حياة صعبة مع شريك حياتها بالتأكيد فى العمل ورعاية الأسرة، هما الإجهاض والنزيف. الأول يمثل إحباطا كبيرا فى كل مرة للمرأة التى ترغب فى الإنجاب، ومصيبة كبرى لزوج يريد أن يصبح أبا لطفل يحمل اسمه، والثاني مشكلة تؤرق كل سيدة، وأزمة تهدد حياتها خاصة إذا حضر النزيف فى مرحلة ما بعد الولادة. النزيف بعد الولادة قد يكون من أخطر المواقف التي تتعرض لها السيدة، وهو فقد من 500 إلي 1000 مللي من الدماء خلال اليوم الأول أو الساعات الأولي من الولادة، وقد تتعرض سيدة واحدة من كل 5 سيدات للنزيف ما بعد الولادة ويصنف إلي نزيف مبكر أول 24 ساعة بعد الولادة، وبعد 24 ساعة وحتي 6 أسابيع و يسمي المتأخر أو الثانوي. قد تكون حالة النزيف بعد الولادة طفيفة، ولا تُعرض المرأة للخطر، إلا أن النزيف بعد الولادة قد يكون حالة طارئة تؤدي إلى فقدان الكثير من الدم وإلى الصدمة في الحالات القصوى، فأعراض ومضاعفات النزيف بعد الولادة ما هي إلا أعراض ومضاعفات لفقدان الدم. من أسباب النزيف بعد الولادة أنه في حال أن الرحم لم يتقلص بعد الولادة، أو أن المشيمة لم تخرج من الرحم، فإن النزيف قد يحدث، كذلك جروح وتهتكات قناة الولادة وأمراض النزيف أو الأنيميا أو أمراض تخثرات الدم وانفصال المشيمة. وأعراض النزيف بعد الولادة تظهر فى التنفس السريع والعرق ودقات القلب المرتفعة والضعيفة وبرودة الأطراف وظهور اللون الأزرق عليها مع قلة البول، وضغط الدم المنخفض والغثيان وحالة القلق الحاد (anxiety). مضاعفات النزيف بعد الولادة قد تكون بسيطة أو قد تصل إلي الوفاة حسب كمية النزف، ويعتمد علاج النزيف بعد الولادة بصفة كبيرة على الوقاية من الأنيميا والإعداد الجيد لمسرح الولادة والاهتمام بتحاليل ما قبل الولادة ومحطات الولادة الطبيعية الثلاثة ومراقبة انقباض الرحم بعد الانفصال المشيمي، وفي حالة التشخيص المبكر لنزيف ما بعد الولادة حتمية سرعة العلاج قد تؤثر في التعافي وتطورات الحالة الصحية للسيدة بعد الولادة. التعويض بالسوايل ونقل الفصيلة المتوافقة من الدم ضرورة مع توفير الأكسجين والتدفئة الجيدة وتشجيع انقباض الرحم بالتدليك أو الأدوية، وقد يحتاج الطاقم الطبي للعلاج بوجبات الدم إذا لم تكف السوائل أو إذا كانت كمية الدم المفقودة كبيرة، مع التدخل الجراحي إذا لزم الأمر. يمكن إدخال بالون إلى داخل الرحم للضغط علي الاوردة والشرايين ومنع النزف، وإخراج المشيمة من الرحم يدويًا إذا ما وجدت بقايا للمشيمة داخل الرحم، وأخيرا استئصال الرحم (Hysterectomy): في حال فشل الحلول السابقة، لعلاج النزيف بعد الولادة. أما الاجهاض Abortion فيعني فقدان الحمل قبل 20 أسبوعا من بدايته، وعند توقف النبض أو حدوث إجهاض يتم ترتيب برنامج من 3 خطوات، أولها الاطمئنان على نظافة الرحم من بقايا الإجهاض داخل التجويف الرحمي ونزول كامل الحمل سواء عبر أدوية تحفيز الإنقباضات الرحمية لتفريغ الرحم أو عن طريق جراحة تنظيف وتفريغ الرحم. من المهم معرفة السبب وراء عدم إكتمال الحمل، بمجموعة تحاليل الإجهاض لتلافي أية مشكلة مستقبلا، مثل تحاليل -TOX IgM -CMV IgM -PTT -1hr PP. blood sugar after 50mg oral glucose -Pt/Pc -Lupus anticoagulant -TPO (anti-microsomial Abs) و غيرها من التحاليل التي يمكن لطبيب طلبها في حالة الإجهاض. إذا كانت السيدة تحمل طبيعيا فلا أزمة، ولو كانت تتناول منشطا ممكن تكراره، ولو عبر حقن مجهري ولها أجنة مجمدة ممكن ننقلها، ولو كانت غير راغبة في الحمل ورغم وجود وسيلة منع حدث الحمل، فعلينا بتغيير الوسيلة فورا. جهود المراكز والوحدات الصحية المعنية بصحة المرأة المصرية كبيرة فى محاربة الإجهاض ومكتملة التجهيزات فى مواجهة أي نزيف طاريء، ومبادرة الرئيس لصحة المرأة دعمت بالتأكيد إمكانات هذه الوحدات والمراكز لتتمتع بثقة الناس بها، وهى سبب مباشر فى رفع الثقافة الصحية للمرأة المصرية، تضاف إليها جهود أهل الطب فى خدمة صحة المرأة.
