صعّدت إثيوبيا من لهجتها ضد السودان، بعد أيام من قصف مدفعي بين الطرفين بمنطقة جبل أبوطيور، حيث أعلنت الخارجية الإثيوبية أنها لن تجري مفاوضات مع الخرطوم قبل انسحاب الجيش السوداني من الأراضي المتنازع عليها. وخلال مؤتمر صحفي، قال السفير دينا مفتي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية: "بالنسبة لنا، للتفاوض شرط مسبق، وهو عودة السودان إلى الأرض السابقة التي كان يسيطر عليها، ومن ثم يمكننا العودة إلى المفاوضات"، وفقا لوكالة "رويترز". ونقل موقع "المونيتور" الأمريكي عن الخبير الأمني ورئيس المركز المصري للدراسات الاستراتيجية اللواء خالد عكاشة أن "مصر تدرك جيدًا حساسية العلاقة الثلاثية بينها وبين السودان وإثيوبيا، والتدخل في هذا الصراع سيزيد الوضع سوءًا دون حله". ولفت عكاشة إلى أن "السودان قادر على استعادة أراضيه بكل الوسائل القانونية والدبلوماسية والعسكرية ولا يحتاج إلى دعم مصر. ومصر تدرك أن هذه كلها صراعات متكررة وليست في المستوى الذي يهدد الأمن القومي المصري". وأضاف عكاشة أن "التوتر المتصاعد بين السودان وإثيوبيا على الأراضي في منطقة الفشقة كشف المواقف الحقيقية لإثيوبيا التي طالما زعمت أنها دولة شقيقة للسودان وحريصة على مصالحها في مسألة سد النهضة الإثيوبي". وفي تعاون عسكري غير مسبوق بين مصر والسودان، نفذت وحدات من القوات الجوية وقوات الصاعقة المصرية مناورات جوية مشتركة مع السودان أطلق عليها اسم نسور النيل 1، في 19 نوفمبر 2020. وشملت المناورات عددًا من العمليات الجوية الهجومية والدفاعية على الأهداف، فيما نفذت قوات الصاعقة تدريبات قتالية للبحث والإنقاذ. وشدد عكاشة على أن "المناورات العسكرية المصرية مع السودان ليست وضعا استثنائيا، بل إعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين التي كانت متوترة طوال فترة حكم الرئيس المعزول عمر البشير حليف الإخوان في السودان". وفي أحدث حلقات التصعيد المتبادل على الحدود بين السودان وإثيوبيا، ردَّ الجيش السوداني على قصف مدفعي استهدف قواته عند منطقة جبل "أبو طيور" شرق البلاد، نفذته قوات مدعومة من الجيش الإثيوبي. وقصفت القوات الإثيوبية منطقة "أبو طيور" بقذائف "هاون" فيما رد الجيش السوداني بقصف مدفعي مضاد، دون أنباء عن خسائر في الأرواح. وأعلن الجيش السوداني في ديسمبر الماضي، أن قواته استعادت السيطرة على جميع الأراضي الحدودية التي يسيطر عليها مزارعون إثيوبيين، وذلك بعد اتهامات لقوات إثيوبية بنصب كمين للعناصر السودانية في منطقة الفشقة الحدودية. من جهته، اتهم وزير الدفاع السوداني الفريق ركن ياسين إبراهيم، إثيوبيا ب"المماطلة" في ملفي الحدود وسد النهضة، حيث أكد خلال تصريحات لقناة "العربية" أنه "لا بد من الربط بين ما يحدث في ملفي الحدود وسد النهضة فكلاهما ينطوي على مماطلة إثيوبية". وقال الوزير السوداني خلال المقابلة، إن بلاده ترفض أي شروط مسبقة من إثيوبيا بشان ملف الحدود، مشيرا إلى أن تحرك الجيش نحو المنطقة الشرقية، كان بسبب تصريحات الحكومة الإثيوبية بشأن وجود نزاع حدودي. وشدد إبراهيم على أهمية سيطرة وانتشار القوات المسلحة السودانية في الفشقة الكبرى والصغرى لتأكيد السيادة الوطنية، في ظل استمرار التوتر بين الجانبين.