يصل إلى بيروت يوم الخميس المقبل المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف فى زيارة للبنان تستغرق ثلاثة أيام يجرى خلالها محادثات مكثفة مع القيادات اللبنانية على اختلاف مشاربها في محاولة لدعم جهود التوافق بين الأطراف كافة. وذكرت مصادر لبنانية مطلعة فى تصريح لصحيفة "الجمهورية" اللبنانية الصادرة اليوم، الاثنين، أن محادثات بوجدانوف تستهدف استطلاع واقع ومجريات الحياة السياسية في لبنان، والاستماع إلى مختلف وجهات النظر حول القضايا الخلافية الداخلية على الساحة اللبنانية وسبل معالجتها، إضافةً الى مواقف السياسيين اللبنانيين حيال ما يجري إقليميّاً وعربيّا. وقالت المصادر "إن بوجدانوف سيؤكّد في بيروت دعم موسكو لتشكيل حكومة توافق وطنيّ جديدة، وبغضّ النظر عن الدعم السياسي الروسي في عملية تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين، فإنّ الأزمة السورية ستكون حاضرة على جدول أعمال بوجدانوف مع المسئولين اللبنانيين وتحديدا ما يتعلق بتداعيات تلك الأزمة التي باتت واضحة في المناطق الحدودية بين البلدين، بالتزامن مع تنامي نشاط الحركات المتشدّدة المسلّحة في لبنان، بعدما باتت تلعب دوراً رئيسيّا في الأزمة السورية بحسب المصادر". وأضافت أنه من المتوقّع أن يحمل بوجدانوف رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى نظيره اللبناني ميشال سليمان لتأكيد الموقف الروسي الذي لا يرى بديلاً عن الحوار في سبيل حلّ القضايا العالقة في لبنان. وذكرت المصادر أنّ لبنان أيضا معن بالوجود الروسيّ في عمليتي التنقيب واستخراج الغاز، على اعتبار أنّ ذلك يوفّر له غطاءً سياسيا، لا سيّما وأنّ شركة "لوك اويل" الروسية تدخل على خط التنقيب في البحر المتوسط بشراكة 20 في المائة مع كبرى الشركات العالمية "توتال"، وهذا من شأنه أن يعزّز حضور لبنان في أسواق الغاز الدولية لاحقا، كما أنّ حضور هاتين الشركتين يشكّل ضمانة لنجاح هذا المشروع في ظلّ الاحتقان الحاصل في المنطقة والاعتراضات المتكرّرة من جانب إسرائيل حول ملفّ النفط والغاز في مياه المتوسط. وأكدت أن الزيارة محطة أساسية في تثبيت الوجود الروسي في لبنان على المستويين السياسي والاقتصادي.