قامت وزارة التربية والتعليم مؤخرًا بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي بتحويل المدارس المجتمعية إلى مدارس ذكية تعمل كمنصة لنشر المعلومات من خلال تزويدها بالاتصال بالإنترنت وتوفير أجهزة التابلت وغيرها من المعدات حتى يحصل الأطفال وأسرهم على تجربة تعليمية مبتكرة إلى جانب إنشاء منصة لتبادل المعرفة. وبالفعل تم إنشاء 70 مدرسة ذكية بالمحافظات مع وضع خطة لتوسيع نطاق انتشارها لتصل إلى 1400 مدرسة ذكية مع نهاية عام 2021. وبهذه المناسبة، نظمت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني اليوم، الأحد الموافق 20 ديسمبر 2020، جولة إعلامية داخل مقر مدرسة الإمام الحسينى المجتمعية "الذكية" بمحافظة الجيزة، لإلقاء الضوء على المستوى العالي من التعليم المقدم داخل فصول المدارس المجتمعية في مصر. وخلال هذه الجولة، تحدث معلمو المدرسة ومسئولوها للإعلاميين. وقالت سهير محمد، معلمة في المدرسة، إن الدراسة في المدرسة تتم عن طريقة تقسيم الطلاب لمستويين، المستوى الأول لتلاميذ الصفوف الأول والثانى والثالث الابتدائي، والمستوى الثانى لطلاب الصفوف من الرابع حتى السادس الابتدائي، مشيرةً إلى أن هناك معلمتين فى المدرسة، كل معلمة تدرس جميع المواد لكل مستوى من الاثنين. وأوضحت المعلمة، أن التكنولوجيا الحديثة فى التعلم بالمدرسة سهلت كثيرا على المعلم، كما أن الطلبة استفادوا من تحويل المدرسة إلى مدرسة ذكية لأن مصادر التعلم اختلفت وأصبحت شيقة بالنسبة للطلاب، مشيرة إلى أن شرح الدرس أصبح يتم من خلال ألعاب تعليمية وأنشطة تفاعلية والشرح بشكل أفضل. وأكدت أنه بعد أن صارت المدرسة "ذكية" أصبح الشرح يتم من خلال بث المحتوى على شاشة ذكية أو ما يطلق عليها السبورة الذكية، موضحةً أن التكنولوجية ساهمت فى تحقيق أكبر استفادة ممكنة للطلاب داخل المدرسة. وقالت المعلمة: "الطلبة بقوا حابين الدراسة ومتفاعلين بشكل مستمر". وكشفت أن الدراسة فى المدرسة مجانية من أولها لآخرها، حيث لا يتحمل الطالب أى تكلفة، مشيرة إلى أن أسباب التحاق الطلبة بالفصول المجتمعية في مصر كثيرة منها الأسباب الاجتماعية والاقتصادية. وأكدت المعلمة أن طلاب المدارس المجتمعية غالبا ما يكونوا أكثر تفوقا من أقرانهم فى مدارس التعليم العام. وأضافت أن هناك مادة يتم تدريسها للطلاب تسمى بالتكوين المهني تهدف إلى تعليم الطالبات الحرف والاقتصاد المنزلى، كما أن لكل طالب حساب على بنك المعرفة المصرى للاستفادة من المحتوى الرقمي. جدير بالذكر أنه منذ 1992، تدعم يونيسف وزارة التربية والتعليم في دعم حصول الأطفال الأكثر حرمانًا وتهميشًا على فرصة التعليم، وذلك عبر اعتماد وتوسيع نطاق نموذج التعليم المجتمعي، والذي يستهدف الأطفال غير المقيدين بالمدارس في المناطق المحرومة من وصول الأطفال فيها للتعليم الابتدائي الحكومي. وتعد المدرسة المجتمعية هي مدرسة مكونة من فصل أو اثنين تقدم خدمات تعليمية جيدة عبر منهج متعدد الدرجات، مع تركيز خاص لضمان وصول متكافئ للفتيات. ويتلقى معلمو التعليم المجتمعي تدريبًا على استخدام مناهج علم أصول التدريس والأساليب المعتمدة على مشاركة الطلاب، ويقوم هذا النموذج على شراكة ثلاثية بين وزارة التربية والتعليم والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية. وتوفر وزارة التربية والتعليم الرواتب والكتب المدرسية والإشراف على المعلمين والصرف الصحي وخدمات الصحة الأساسية. وتقدم المنظمات غير الحكومية تحديد المواقع والأطفال غير المقيدين بالمدارس، كما تقدم الدعم للمجتمعات المحلية المسئولة عن توفير الصيانة للمدارس إضافة للإدارة الشاملة للمدرسة. وقد طورت يونيسف بالشراكة مع الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد المعايير المصرية لضمان جودة واعتماد المدارس المجتمعية، وتمثل هذه الوثيقة دليلًا مرجعيًا شاملًا بهدف تحسين نوعية التعليم في المدارس المجتمعية في مصر.