توفي الخبير والمحلل الأمريكي جيرولد بوست، مساء أمس الأحد، عن عمر يناهز 86 عامًا، نتيجة مضاعفات إصابته بقيروس كورونا المستجد، في أواخر نوفمبر الماضي. ووفقا لوسائل إعلام أمريكية، كان جيرولد بوست خبير في تفكيك عقول القادة السياسيين وتحليل شخصياتهم ونفسياتهم، على سبيل المثال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونغ إيل، والرئيس الليبي المخلوع، معمر القذافي، والزعيم الكوبي السابق، فيدل كاسترو، ووصولا حتى، أدولف هتلر، وغيرهم من الزعماء. وجيرولد بوست هو مؤلف كتاب «القادة وتابعوهم في عالم خطير.. سيكولوجيا السلوك السياسي». ألف بوست 14 كتابًا في موضوعات عدة، ترواحت ما بين عقول الإرهابيين إلى الزيادة الحاصلة في أعداد السياسيين ذوي الشخصيات النرجسية. وخلال سنواته الأخيرة، صوب بوست تركيزه نحو بلاده، وألف كتابًا عن عقلية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال بوست لصحيفة نيويوركر عام 2017 " أعتقد أن علينا واجب التحذير"، وأضاف قائلا " أثيرت تساؤلات جدية بشأن مزاج وملائمة الشخص الذي ينبغي علينا ألا نذكر اسمه"، في إشارة إلى الرئيس ترامب. وفي عام 2019، ذهب بوست بفكرته إلى أبعد من ذلك، وشارك ستيفاني دوسيت في تأليف كتاب بعنوان "كاريزما خطرة: التحليل النفسي السياسي لدونالد ترامب وأتباعه". أكدوا في بيان لهما "نتكلم في هذا الوقت بالذات لأننا مقتنعون بأن مع اقتراب وقت عزله المحتمل، فإن ترامب مرشح بشكل كبير لأن يصير خطيرا بصورة أكبر مما يشكل تهديدا لأمن بلدنا". وصرح الخبراء بأن عدم إمكانية تتبع أو فهم الجوانب النفسية لعزل ترامب قد يؤدي إلى تداعيات وخيمة، ونادوا بضرورة أخذ الكونجرس مؤشرات الخطر على محمل الجد للحد من ميول الرئيس التدميرية. واختتموا "نحن وغيرنا الكثير جاهزون لتزويدكم بالمعلومات ذات الصلة، كما أننا مستعدون لتثقيف الجمهور في هذا الشأن من أجل تعزيز الأمن العام". وفي لقاء مع موقع صالون الإخباري قبيل نشر كتابه، توقع بوست التصرفات التي قام بها ترامب بعد انتخابات 2020. إذ قال: " إذا نجح ترامب مثلما حدث عام 2016، فسيجعله انتصارًا أكبر ويتحدث عن التزوير الانتخابي من جانب الديمقراطيين. أما إذا خسر بفارق ضئيل، أعتقد أنه لن يتنازل مبكرا". وأضاف: "قد لا يعترف ترامب حتى بشرعية الانتخابات"، بحسب شبكة "بي بي سي". وفي أعقاب نشر كتابه، بدأت صحة بوست في التدهور وأصيب بجلطة في شهر يوليو. وأمضى الأسابيع الأخيرة من عمره في بيته وتوفي في 22 نوفمبر بعد أسبوع من تأكيد إصابته بفيروس كورونا.