كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مقالا في صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية الشهيرة، أكد فيه أن فرنسا تعارض "الانفصالية الإسلاموية" وليس الإسلام. وانتقد ماكرون الصحيفة البريطانية، قائلًا "أخطأت عندما نشرت عمود رأي نسب إليه قوله "الانفصالية الإسلامية" بينما كان يقصد الرئيس الفرنسي الانفصالية الإسلاموية، في إشارة إلى التيارات المتطرفة". وأشار إلى أن المقال المذكور اتهمه بتشويه مسلمي فرنسا ومحاولة استغلالهم سياسيا لأغراض انتخابية. وأوضح "ماكرون"، في مقاله، أن فرنسا منذ 5 سنوات تشهد هجمات ارتكبها إرهابيون باسم الإسلام وقاموا بتشويهه، مشيرا إلى مقتل 263 شخصا في فرنسا جراء تلك الأعمال. وسلط الرئيس في مقاله الضوء على الهجمات الأخيرة التي شهدتها فرنسا، على رأسها ذبح مدرس التاريخ صاموئيل باتي. وأكد أن فرنسا تعرضت للهجمات الإرهابية، لأنها تجسد حرية التعبير والحق في الإيمان أو عدم الإيمان، ولا تفرض أسلوب حياة معين على المواطنين. وأضاف ماكرون أن فرنسا ومنذ عام 2015، أصبحت أرضا خصبة للإرهابيين في مناطق معينة وعلى الإنترنت، مشيرا إلى خطورة الجماعات الراديكالية المتطرفة التي تنسب نفسها إلى الإسلام. وكتب الرئيس الفرنسي "مسؤولي الحكومة يواجهون مئات المتطرفين على الأرض.. ونخشى أن يأخذوا سكينا ويقتلون الناس في أي لحظة.. هذا ما تحاربه فرنسا ... مخططات الكراهية والموت التي تهدد أطفالنا وليس الإسلام.. أبدا". وأكد أن بلاده تعارض "التعصب والتطرف العنيف وليس دينا بعينه"، وشدد ماكرون على أنه لن يسمح لأي ضخص بأن يزعم أن فرنسا أو حكومتها تشجع العنصرية ضد المسلمين. وتابع "فرنسا دولة تعرف ما تدين به للحضارة الإسلامية: رياضياتها وعلومها وهندستها المعمارية.. كل هذا مقتبس منها.. وأعلنت عن إنشاء معهد في باريس لعرض هذه الثروة العظيمة". وأردف في مقاله "فرنسا بلد يتحدث فيه القادة المسلمون عندما يحدث الأسوأ ، ويدعون أتباعهم لمحاربة الإسلاموية المتطرفة والدفاع عن حرية التعبير". وأشار ماكرون إلى جزء من كتابات ابن رشد التي قال خلالها إن "الجهل يؤدي إلى الخوف والخوف يولد الكراهية.. والكراهية تؤدي إلى العنف". وتسبب الرئيس الفرنسي في حالة من الجدل داخل المجمتع العربي والإسلامي بعد تصريحات عن الإسلام والرسوم المسيئة للنبي محمد، تم تفسيرها بشكل خاطئ على حد قوله. واتطلقت حملات في بعض الدول تطالب بمقاطعة المنتجات الفرنسية، ردا على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد.