بعد شدٍ وجذب حول إعادة فرض الإغلاق الشامل لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد، حسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، رأيه بعدم الضرورة لذلك، وفق ما ذكرت صحف بريطانية. قال جونسون "لا أعتقد أن بريطانيا في حاجة لإغلاق كامل لمواجهة أحدث موجة تفشي لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)". وعلل جونسون رأيه بأن الإغلاق الكلي سيحرم الأطفال من التعليم ويضر بالاقتصاد بشدة، وهذا ما يجب ألا يحدث، ذاكرًا إن عدد البريطانيين في المستشفيات بسبب كورونا أكبر من عددهم وقت الإغلاق. لكن رغم رفض جونسون الإغلاق الكامل، إلا أنه قد يلجأ لإغلاق جزئي، اعتبارًا من هذا الأسبوع. ومن المتوقع أن يتم طلب إغلاق شركات الضيافة والسياحة، بما في ذلك الحانات والمطاعم ، بينما قد تتأثر الكازينوهات والصالات الرياضية أيضًا. من المحتمل أن تكون القيود الجزئية داخل المناطق التي تعاني من معدلات أكبر لانتشار الفيروس ، لا سيما في شمال إنجلترا بما في ذلك ليفربول ومانشستر. كشف مسئولون عن تفاصيل "مستويات التأهب المحلية الجديدة لصد "كوفيد 19"، والتي بموجبها سيتم تصنيف مناطق إنجلترا في واحدة من ثلاث فئات اعتمادًا على معدل حالات الإصابة بالفيروس في المستشفيات، حيث ستكون المستويات "متوسطة" و "عالية" و "عالية جدًا". وقال جونسون في وقت سابق، إن المناطق الواقعة في المستوى "المرتفع للغاية" ستفرض عليها أشد القواعد صرامة. وذكر جونسون إنه "لا يسعده" إعلان القيود ، لكنه أصر على أنه "يجب علينا التحرك لإنقاذ الأرواح"، في ضوء اجراءات احترازية شديدة ، دون فرض حظر خروج كامل لأن هذا يعني دمارًا كاملًا . وستحظر الحكومة الاختلاط المنزلي وسيتم نصح الناس بعدم السفر خارج منطقتهم إلا في الضروريات مثل العمل أو لأسباب صحية، و سيتم إغلاق الحانات والبارات، لكن ستظل المدارس ومنافذ البيع بالتجزئة مفتوحة. يأتي ذلك بينما اتهم معارضون جونسون بفقدان السيطرة على الوباء. وقال زعيم حزب العمال كير ستارمر "إنني الآن متشكك بشدة فيما إذا كانت الحكومة لديها خطة للسيطرة على هذا الفيروس". أضاف "لقد حاولنا أن نمنح رئيس الوزراء فائدة الشك ، لكن يبدو بشكل متزايد أن رئيس الوزراء يتخلف عدة خطوات عن المنحنى ويسارع لمواكبة الفيروس الذي فقد السيطرة عليه منذ فترة طويلة". وسجلت بريطانيا قرابة 14 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في تفشي كبير وواضح للمرض.
