فيضانات كارثية، لم تشهدها البلاد منذ قرن خلفت ورائها خراب ودمار، أسر مشردة ، ومنازل منهارة، هكذا الوضع فى السودان بعد أن تمرد النيل وضربها الفيضان وأوقع بها خسائر بشرية بلغت نحو مائة قتيل و46 جريحا، ليس ذلك وفقط وتشريد ما يقرب من 600 ألف عئلة وانهيار كلي وجزئي لأكثر من 100 ألف منزل، وغرق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية الخصبة التي كانت تزود البلاد باحتياجاتها من الخضر والفواكه. لم تتوقف آثار الفيضان إلى هذا الحد حيث طالت الخسائر الأماكن الأثرية فى السودان والتى تهدد معالم أثرية فى شمال العاصمة الخرطوم حيث أعلنت الهيئة العامة للآثار والمتاحف حالة الطوارئ والاستعدادات إثر تعرض الكثير من المواقع الأثرية لخطر الغمر بمياه النيل، وذلك وفقا ما نشرته وكالة الأنباء السودانية. اقرأ أيضا: بعد كارثة الفيضان| صدى البلد يرصد منطقة الفتحياب بالسودان.. شاهد وأكد إعلام الهيئة العامة للآثار والمتاحف أنه يتم الآن تضافر الجهود من الهيئة العامة للآثار والمتاحف ومكاتب الآثار الإقليمية، حيث بذلت خلالها مجهودات كبيرة لإنقاذ موقع الحمام الملكي في منطقة البجراوية بعمل تروس بواسطة العاملين في الهيئة. اقرأ أيضا: يوم تاريخي.. كل ما تريد معرفته عن اتفاق السلام السوداني والموقعين عليه وأشار إعلام الهيئة إلى أن المسوحات الأولية تشير إلى تأثر بعض المواقع الأثرية في ولاية نهر النيل أبرزها الحمام الملكي، الذي غمرت المياه أجزاء منه تم سحبها وتأمين الموقع، كما أن خطر الفيضان يهدد الآن مواقع جبل البركل، النقعة، وادي الطريف، الحصا، مويس وفي ولاية الخرطوم لمواقع الطوابي في كل من الحتانة، توتى، شمبات. جبل البركل يعد جبل البركل من المواقع الأثرية المهددة من قبل مياه الفيضان وخاصة أنه جبل صغير جدًا بارتفاع 98 متر، يقع علي بعد 400 كيلو متر شمال العاصمة السودانية، و يشكل جزءً أساسيًا من حضارة نبتة الدولة المدينة التي نشأت علي سفوحه حيث تم إعلانه عام 2003 كأحد أهم مواقع التراث العالمي الإنساني. النقعة النقعة تعد مدينة اثرية قديمة، حيث كانت أحد مدن المملكة الكوشية في مروي، تبعد حوالي 170 كيلو متر شمال شرق العاصمة السودانية الخرطوم و50 كيلو متر الي الشرق من نهر النيل، وتعد أيضا من المواقع المعرضة للخطر إزاء الفيضان. تعد النقعة منطقة استراتجية حيث تلعب دور الجسر بين دول العالم الوسيط وأفريقيا، وتضم تلك المنطقة معابد تعود للفترة مابين القرن الرابع قبل الميلاد وحتي القرن الرابع الميلادي، من بينهم معبدي اباداماك وامون . وكانت السلطات السودانية، أعلنت حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر، فضلا عن اعتبار السودان «منطقة كوارث طبيعية»، وتشكيل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار الخريف. هذه الكارثة التى شهدتها السودان الشقيق لعام 2020، تجاوزت الأرقام القياسية التي رصدت خلال العامين 1988 - 1946 اللذين شهدا أسوأ فيضانات.
