علاقات أبدية باقية رغم اختلاف العصور والأزمنة، التاريخ شاهد على تآخى الشعبين ودعمهما لبعضهما البعض للمرور من المحنة الأزمات، فالعلاقات بين شعب مصر وشعب تنزانيا تعود إلى عصور بعيدة، باعتبارهما شعوب حوض النيل، هذا بالإضافة إلى العلاقات الدبلوماسية بينهما حيث أصبح سالم احمد سالم أول سفير لتنزانيا فى مصر عام 1964. تاريخ العلاقات بين الدول يقاس أيضا بالمواقف تاريخية بين بعضهما البعض، فكانت مصر خير معين وداعم لتنزانيا من خلال الزعيم جمال عبد الناصر الذي قدم كل الدعم والمساندة لشعب تنزانيا من أجل الحصول على استقلاله حيث كون الآفارقة اتحاد تنجانيقا الإفريقي بقيادة جوليوس نيريري وذلك للاستقلال الكامب عن بريطانيا هذا الكفاح نال دعم عبد الناصر وظل الزعيم المصري مساندة إلى أن نالت تنجانيقا استقلالها عام 1961 وتم بعدها انتخاب نيريري رئيسا للبلاد هذا بالإضافة إلى استقلال زنجبار فى عام 1963 وبعدها بعام واحد تم الاتحاد بين زنجبار وتنجانيقا، وبالتأكيد كانت مصر من أوائل الدول التى اعترفت بجمهورية تنزانيا الاتحادية. أقرأ أيضا: لم نغلق سفارتنا رغم الحرب الأهلية.. مواقف تاريخية تكشف دعم مصر لرواندا وهكذا ظلت العلاقات الأخوية بين الزعيمين جمال عبد الناصر وجوليوس نيريري، حيث زار نيريري مصر واصطحبه جمال عبد الناصر إلى مجلس الأمة بمصر. ليس ذلك وفقط بل كانت تنزانيا أيضا داعمة لمصر وإرادة الشعب المصري حيث ساندت ثورة 30 يونيه 2013 كما حرصت تنزانيا على المشاركة في حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي في يونيو 2014. إقرأ أيضا: أفريقيا ستنتصر على فيروس كورونا.. رسالة طمأنة من أغنى رجل في القارة ومنذ عام 2014 شهدت العلاقات المصرية التنزانية نقلة نوعية فى كافة المجالات، هذا بالإضافة إلى الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي في 14 أغسطس 2017 إلى تنزنيا، حيث كانت أول زيارة لمسؤل مصري منذ عام 1968 اقرأ أيضا: مصر وأفريقيا.. القاهرة نهر العطاء ل بوروندي منذ الاستقلال.. صور استقبله جون ما جوفولى رئيس تنزانيا. وبحثا الجانبان عدد من القضايا والملفات الإقليمية، حيث أكدا الرئيسان على أهمية تفعيل التعاون الأمني والعسكري بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة. كما وجه الرئيس "ماجوفولي" الدعوة للرئيس السيسي لوضع حجر الأساس لمشروع إنشاء السد التنزاني، معربًا عن تطلعه لأن يضع الرئيس مشروع إنشاء السد تحت إشراف سيادته أسوة بالمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر، وهو ما رحب به الرئيس مؤكدًا أن بناء السد سيتم على نحو تفتخر به مصر وتنزانيا والقارة الأفريقية، وسيمثل نموذجًا يحتذى به للتعاون بين الأشقاء الأفارقة. هذا بالإضافة إلى التعاون الاقتصادى، حيث يعد مشروع إنشاء سد ستيجلر جورج أبرز المشروعات بين البلدين حيث حضر مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية احتفالية توقيع عقد إنشاء مشروع سد ستيجلر جورج لتوليد الطاقة الكهرومائية في حوض نهر روفيجي، حيث يقع محور السد في منطقة «موروجورو» على نهر روفيجي، وتمتد مدة تنفيذ المشروع 42 شهرًا متتاليًا، تشمل 6 أشهر لتجهيز الموقع.