قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، تعليقا على حديث منسوب النبى محمد صلى الله عليه وسلم، تأويله اختفاء وباء كورونا بظهور نجم الثريا، فى 19 من شهر رمضان: "اطمنوا يا فلاسفة العصر ربنا مش هيديكم خريطة الغيب". وتابع الجندى، خلال حلقة برنامجه "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الأحد: "النبى محمد صلى الله عليه وسلم، كان يتحدث عن واقعة بعينها، خاصة بطلوع الثمر، وانتهى أمرها، الله يرفع البلاء بقدرته، وينزله ايضا بقدرته". بشرى أم أكذوبة.. هل صح عن النبي زوال الفيروسات مع طلوع الثريا في شهر مايو هل صح عن النبي حديث زوال كورونا في شهر مايو؟ يتوقع خبراء فلك انتهاء وباء كورونا في شهر مايو، مستدلين بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-«ما طلع النجم صباحًا قط، وبقوم عاهة، إلا رفعت عنهم أو خفت» وفي رواية «إذا طلعت الثريا صباحا رفعت العاهة عن أهل البلد»، والمُرادُ بالعاهَةِ: الآفَةُ التي تُصيبُ الثَّمَرَ والزَّرْعَ فتُفسِدُهُ، والثُّرَيَّا اسمٌ لنَجمٍ يَطلُعُ صباحًا في أوَّلِ فصلِ الصَّيْفِ عندَ اشتِدادِ الحَرِّ ببِلادِ الحِجازِ، ويرى علماء الحديث أن هذا الأمر خاص بالثمار فقط فعند اشتداد الحر يتم القضاء على الآفة التي تأكل الثمار، أما فلكيون فيرون أن الحديث يشمل البشر أيضًا فيقضي الله تعالى على الفيروسات والأوبئة في هذه الفترة الزمنية. المراد من الحديثين وفي الحديثين السابقين طلب النبي -صلى الله عليه وسلم- من المسلمين عدم بيع الثمار في موعد طلوع العاهة «نجوم الثريا» الذي يتوافق طلوعها في فصل الربيع من كل عام، حيث تشرق نجوم الثريا الشهيرة عند العرب منذ عصر الجاهلية وما زالت معروفة حتى الآن، في فصل الربيع وتحديدًا في الفترة الواقعة ما بين 12-25 مايو. اقرأ أيضا: دعاء التحصين من كورونا والوباء.. الإفتاء تنصح ب 24 كلمة للوقاية ماذا قال أهل الفلك؟ ويقول بعض علماء الفلك، أنه بحسب الأنواء والمطالع عند العرب، فإن طلوع الثريا يتوافق مع بداية الحر الشديد في الجزيرة العربية وانتهاء موسم المطر، وعلى ما يبدو من خلال الأحاديث النبوية فإن الحر الشديد يؤدي إلى تلف الطعام وبالذات الفواكه وما شابهها، كما يقتل الوباء والطاعون بإذن الله تعالى. ويشير فلكيون، إلى أن هذه الأحاديث أنه إذا ظهر وباء في بلد فإن الوباء يرفع عن الناس بإذن الله في وقت طلوع الثريا «العاهة» فقد روى أحمد في مسنده (2286) عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ما طلع النّجم «الثريا» صباحًا قطّ وبقوم عاهةٌ إلّا رفعت عنهم أو خفّت. قال أبو العباس: وهو حديث حسن بمجموع. أين الحقيقة؟ بالرجوع إلى علماء الحديث للوقوف على معنى حديث: «أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهَى عن بيعِ الثمارِ حتى تذهبَ العاهةُ قال ابنُ سُراقَةَ : فسألتُ ابنَ عُمرَ: ماذا؟ قال: طلوعُ الثُّرَيَّا»، ذكر علماء الحديث أن الحديث ينبهنا على مَنْع الغِشِّ في البُيوعِ وقَطْع النِّزاعِ والخُصومةِ بين البائِعِ والمُشتَري: وهذا مَقصِدٌ مِن المَقاصِدِ الشَّرعيَّةِ المُهمَّةِ؛ ولذلك نَهَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن بَعْضِ البُيوعِ التي تُؤدِّي إلى وُقوعِ الغِشِّ والخِدَاعِ، ويَترتَّبُ عليها الخُصومةُ بين البائِعِ والمُشتَري. ومِن تلك البُيوعِ ما في هذا الحديثِ؛ فقد نَهَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم "عن بَيْعِ الثِّمارِ حتى تذْهَبَ العاهَةُ"، والمُرادُ بالعاهَةِ: الآفَةُ التي تُصيبُ الثَّمَرَ والزَّرْعَ فتُفسِدُهُ، يقال: أعاه القَوْم، وأعوهوا: إذا أصابتْ ماشيتَهُم أو ثِمارَهُم العاهَةُ، وفسَّرهُ "بطُلوعِ الثُّرَيَّا"، والثُّرَيَّا اسمٌ لنَجمٍ يَطلُعُ صباحًا في أوَّلِ فصلِ الصَّيْفِ عندَ اشتِدادِ الحَرِّ ببِلادِ الحِجازِ، وهذا التَّفسيرُ إنَّما هو من ابنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما؛ لأنَّ المُعْتَبَرَ في بَيْعِ الثِّمارِ نُضْجُ الثِّمارِ، وطُلوعُ الثُّرَيَّا عَلامةٌ على النُّضج،ِ وقد أخْرَجَ البُخاريُّ ومُسلِمٌ عن ابنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنه: أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: "لا تَبيعوا الثَّمَرَ حتى يَبْدُوَ صَلاحُهُ"، أي: قبلَ أنْ يُزْهِيَ، أي: يَظهَرَ ثَمرُهُ، وتظْهَرَ الحُمرَةُ أو الصُّفرةُ. فالظاهِرُ أنَّ الاعْتِبارَ بأنْ يَبْدُوَ الصَّلاحُ لا بالزَّمانِ، وإنَّما ذُكِرَ طُلوعُ الثُّرَيَّا؛ لأنَّ الصَّلاحَ يَبْدو في الغالِبِ إذا طَلَعَتْ وتَنْقطِعُ العاهاتُ، ومِنَ الحِكمةِ في النَّهيِ عن هذا البَيْعِ: الفائدةُ التي تَعودُ على البائِعِ والمُشتَري معًا؛ فأمَّا البائِعُ: فلِأَنَّ ثَمَنَ الثَّمَرةِ قبلَ بُدُوِّ الصَّلاحِ قَلِيلٌ، فإذا تَرَكها حتى يَظهَرَ صلاحُها زاد ثَمنُها، وفي تَعجُّلِهِ القليلِ نَوْعُ تَضيِيعٍ للمالِ، وأمَّا المُشتَري: فإنَّه إذا اشترَى الثَّمَرَ قبلَ نُضْجِه، فإنَّه قد يَفقِدُ مالَهُ إذا لم يَخرُجِ الثَّمَرُ على النَّحْوِ المطلوبِ، فيكون قد خاطَرَ بمالِهِ، بالإضافةِ إلى أنَّ النَّهْيَ عن هذا البَيْعِ يَقطَعُ التَّشاحُنَ والإثمَ الذي قد يَقَعُ بينهما عندَ فَسَادِ الثَّمَرةِ. الرأي الشرعي: حذر مختص في الفقه من استغلال أزمة فيروس كورونا في نشر أحاديث نبوية ضعيفة أو مكذوبة أو قابلة للتأويل، والتسبب في التشويش وإثارة القلق عند الناس، لافتًا إلى أن ذلك يعد من الإشاعات التي يتوجب على الجهات ذات العلاقة محاسبة المسؤولين عنها. وأوضح أستاذ الفقه بجامعة أم القرى الدكتور محمد السهلي في تصريحات «صحفية» أن الملاحظ في مثل هذه الأزمات من أن هناك خلطا وتشبثا بنصوص إما أنها مكذوبة أو بلي أعناقها كنشر حديث «إذا طلع النجم صباحا رفعت العاهة عن كل بلدة»، والذي جرى تداوله على نطاق واسع، وحدد مروجوه 19 رمضان (1 الثريا) موعدا لرفع الآفة، وهذا غير صحيح لأن الحديث يتحدث عن آفة الثمار وليس البشر، ومثل هذه الأحاديث يجري نشرها أو التحدث بها دون الرجوع إلى أهل العلم، مما يدخل في الإرجاف الممنوع شرعا، وبث الإشاعات المكذوبة، الأمر الذي يتسبب في التشويش عند بعض الناس. وقال «هنا لا بد من الرجوع إلى أهل العلم في معرفة حقيقة هذه الأحاديث، وذلك لقدرتهم على الاستنباط الصحيح لقوله تعالى: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا» (سورة النساء: 83). وأضاف أن أقل ما يقال في حق من يتحدث بمثل هذه الأحاديث الضعيفة سواء باللسان أو البنان كاذب، وذلك وصف النبي صلى الله عليه وسلم له في قوله «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّث بِكُلِّ مَا سَمِعَ»، لافتا إلى أن مثل هذه الأحاديث تترتب عليها عند بعض المتعجلين قرارات وخطوات غير صحيحة تنجم عنها نتائج وخيمة، فالبعض قد يدخله الخوف والتشكيك في الحقائق بحيث يكون مشوشا دائما بعد سماع مثل هذه الأحاديث المكذوبة أو الضعيفة. هل الحديث غير صحيح؟ حديث «إذا طلعت الثريا صباحا رفعت العاهة عن أهل البلد» وإن كان حسنه العلامة شعيب الأرناؤط فإن ثلاثة من أكابر علماء الحديث قد ضعفوه وهم السيوطي وأحمد شاكر والألباني، فضلًا عن أن الحديث كما هو واضح فيه خلافات عديدة في ألفاظه مما يمنع تقويته بتعدد طرقه وهي طرق كلها ضعيفة مختلفة المعنى، مع العلم أنه حديث ضعيف وسنده غريب. اقرأ أيضًا: لماذا أمر الرسول بقتل الفأر؟ إعجاز علمي لماذا حرم النبي قتل الضفدع ؟ معلومة لا تعرفها عن أصوات الضفادع