استشعار أن الحياة تتوقف أمامك عن الحركة برغم من كونها تسير دائما وبانتظام هو شعور ينتاب البعض احيانا.. استشعار أن الحياة تتوقف أمامك عن الحركة برغم من كونها تسير دائما وبانتظام هو شعور ينتاب البعض احيانا.. لكن هل يحمل هذا الشعور بين طياته جانبين أم أكثر؟ هل يحمل من الإيجابيات بقدر ما يحمله من السلبيات؟ اظن أنه شعور يتولد بسبب سلبيات ومواجع يتعرض لها البعض، لكن بالإمكان أن يتحول إلى حالة من الحراك الإيجابي لبعث الروح الخلاقة من جديد. هكذا هى الحياة عندما نصطدم بها.. فلا يجب علينا سوى أن نتشبث وندفعها دفعا ولا نستسلم لوهننا، فنتناول حبات الأمل الافتراضية. الحياة تتحجر أحيانا وتتبلور بشكل حاد، فنتصور أن مجرد الاحتكاك بها بإمكانه أن يتسبب في قضم أحلامنا.. ولكن إلى متى؟ لا يمكن الاستمرار في مثل هذا الشعور طويلا، فهى لن تتوقف أبدا عن الاستمرار في السير وسيفوتنا الكثير من المحطات لو لم نتشبث بمقبض القطار على أقل تقدير. هكذا هى كالقطار تسير ولا تتوقف.. على عكسنا نحن الذين نستغرق لحظات عندما تلقي بنا في المحطات.. عندئذ علينا أن نعيد الحسابات سريعا و نعود مرة أخرى لنرمح ونلهث حتى تلامس أناملنا مقبض الحياة مرة أخرى. البعض يبدو أنه لا يود أبدا خوض عراك الحياة فيظل كالباعة الجائلين في إحدى المحطات لا يبارحها تمر عليه الوجوه بكل ما نحته عليها الزمان والمكان فتجده يحتفظ بكل التجارب داخله دون خوضها. مثله كمثل الشخصية المفتاح كما نسميها في الرويات الأدبية، فلكل عمل أدبي نقطه زمانية وأدبية فارقة.. وكذلك الشخصيه التي تبدو مهمشة ولكنها تتمحور وتضمحل كل اركان الرواية أمامها.. حين تختصر كل احداث العمل الروائي بداخلها.. هنا كي تستطيع فهم هذه الرواية جيدا عليك أولا بالتوقف عند هذه الشخصية لتحديد أبعادها. في الغالب تكون هذه الشخصية قد تم تهميشها باختيارها دون أي إرغام.. حتى أنك تجدها تسبح هكذا في المكان على مر الزمان لتجمع تجارب الآخرين او تتوقف فيأتي ويمر عليها الآخرون.. هذه الشخصية تكون مقبولة في الروايات، ذلك أن العمل الإبداعي أساسه الافتراض والخيال، أما أن تجدها في واقع الحياة فإن عراك الحياة لا يتقبلها أبدا ويلفظها.. ولذلك عندما تتوقف عندها فإن هذا التوقف لا يبنى على مقدار اهميتها بقدر اهمية أن تتوقف عندها لتحليلها التحليل النفسي السليم.. إنها سيكولوجية المهزوم الذي لم يبذل الجهد اللائق ويقاوم كي يستمر. ويمكن للناس أن يستخدموا قوّتهم المكتسبة لتحقيق هدف معين.. أحياناً للوصول إلى مثالية شخص يعتبر كقدوة.. فالطموح هو ذلك الشيء اللذى ينمو بداخل الفرد ليكسبه القدرة على بذل مجهود أكبر لكى يحقق ما يريد.. فلا وصول لمبتغى أو هدف بدون حافز، والمهزوم يفتقد الطموح.. حيث إنه في تلك اللحظات الانهزامية لا يبتغي المزيد من اللحاق بقطار الحياة. لا يصل الإنسان إلى النجاح دون أن يمر بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف عند هذه المحطات.. لأن الإرادة القوية تعني الاستعلاء على كل مظاهر الإغراء والمتع اللحظية بغية الوصول إلى الهدف المرسوم، ولأن الإرادة القوية تعني التحلِّيَ بالصبر على معوِّقات العمل التي تقابلنا في الطريق، إذن التصديَ لكل عوامل الضعف ومشاعر اليأس والإحباط هو المفتاح للحل.