يخطئ الكثير عندما يعتقدون بأن مجريات الأمور تبقى على حالها، فالتغير هو صفة مستمرة في حياتنا ومحرك لدفعنا نحو الأفضل ومقدار ما نستفيد من هذا التغير سنتقدم نحو الأفضل، هذا الأفضل الذي يسعى إليه الجميع ويطمحون للوصول إليه، ولكنهم يبحثون عنه بأقل تكلفة، ودون بذل جهد نحوه، ودون أي مخاطرة لا يحسب لنتائجها، فالإنسان في طبيعته يميل نحو الأمان لا الخوف والقلق. هناك البعض يظن من قرارات الوزير بالبحث فى بدائل لغلق المؤسسات التعليمية باستخدام استراتيجية التعلم باستخدام المشاريع ، يظن الأمر هو نتاج الأزمة وفقط.
لا .. ليس الأمر كذلك وحسب بل هو مخطط له منذ سنوات النهضة فى ظل التطوير مع المنظومة الجديدة ومناهج استيم التعليمية ودمج المواد الدراسية الرياضيات والهندسة والعلوم والتكنولوجيا لكن نفهم ماذا يعنى بالتكنولوجيا وعلاقتها بأزمة كورونا فى التعليم اليوم والفترة القادمة "، فالتكنولوجيا مصطلح يشير إلى تطبيق العلم وإلى لغة التخطيط والتصميم والإنتاج، فالتكنولوجيا باختصار هي المحرك الأساسي لتطبيق ما ينتجه العلماء والمختصون من معارف نظرية ومعادلات رياضية وقوانين فيزيائية، إلى تطبيقات وتقنيات واقعية ملموسه، تخدم الإنسان، وتساعده على تحقيق إحدى غاياته الأسمى، وهي: عمارة الأرض، وتسهيل حياته ودفعها نحو الأفضل. وتتنوع التكنولوجيا لأنواع عدة منها الصناعية والزراعية وغيرها لكن سنركز على النوع الذى يشغل الناس هذه الأيام وهو التكنولوجيا الرقمية وتُعد " التكنولوجيا الرقمية " إحدى أهم أشكال التطور التقني الحديث، وبابًا واسعًا للعديد من التطبيقات المعاصرة، ويقصد بها: الأجهزة والتقنيات التي تعتمد على لغة الحاسوب (لغة الآلة) للقيام بعملها، ويقصد بكلمة الرقمية استخدامها للرقمين (0، 1) فقط في ترميزها، وقد نتج عنها العديد من التطبيقات القائمة على الجانب البرمجي، مثل: برامج الحاسوب وتطبيقاته (Desktop Application)، وتطبيقات الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وغيرها من التطبيقات الأخرى . ونتيجة للتقدم الحاصل في التكنولوجيا الرقمية الحديثة، تأثرت بها مناهج التعليم بشكل عام، فالطالب يميل بطبعه نحو الجديد والمتجدد وغير المألوف، فالتقنية تمتاز بكونها جذابة وممتعة ومسلية ومشوقة، وتستجيب لمقتضيات حياتنا وتلبي حاجاتنا المعاصرة، وهي نتاج جهد مختصين، صمموها بقوالب تناسب مختلف الأعمار والاتجاهات والميول، ومن هنا لا يمكن تصور بقاء التعليم بعيدًا عن تلك العوامل التي أصبحت تتحكم في كل تصرفاتنا، ورؤيتنا للأمور وقراراتنا التي نتخذها وبغض النظر عن قدرة التكنولوجيا الرقمية وإمكانياتها، وحقيقة أداء دورها، فإننا مطالبون باتخاذ الإجراء الأفضل في ضوء دراسة الظروف والمتغيرات المحيطة بنا، ومراعاتها قبل اتخاذ القرار المناسب حول الطريقة والأسلوب الأمثل في استخدامها، خاصة في الظروف الطارئة. وفيما يأتي سنتناول الاتجاهات الرئيسية لاستخدام التكنولوجيا الرقمية في التعليم .. تابعونا من فضلكم فالموضوع شيق ويلمس واقع ظروفنا الطارئة فى الأيام القادمة.