أكد الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية أن غياب أو ضعف الوعي القانوني والوطني مؤشر خطير لغياب الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. وأشار الى أن تنمية الوعي القانوني والوطني لدى الشعوب العربية تتطلب البحث عن الآليات والوسائل الفعالة التي تسهم في الإلمام بالوعي بهذه المفاهيم وتزيد من الثقافة القانونية ومعرفة حقوق المواطنة للإنسان فى كل المجتمعات العربية ، موضحا أن المواطن في الأغلب الأعم يفتقر إلى ثقافة الوعى القانونى والوطنى. جاء ذلك خلال كلمته أمام مؤتمر تنمية ثقافة الوعى القانونى والوطنى الذى انطلق اليوم الاحد فى العاصمة العراقية بغداد ، وألقاها نيابة عنه السفير وجيه حنفى مدير مكتب الأمين العام. وقال العربى فى كلمته "لا شك في أن المسئولية كبيرة على الدولة والمجتمع والمنظمات الأهلية لترسيخ هذه المفاهيم لدى المواطن العربي وزيادة وعيه بها، وعلينا السعي لمساعدة الجماهير العربية في هذا المجال وخاصة السعي لدى الفئات المهمشة في المجتمع لتثقيفهم وزيادة وعيهم ومعرفتهم بمفاهيم الوعي القانوني والوطني". وأضاف أن تقدم الأمم وصناعة الحضارات يدور وجودا وعدما، وقوة وضعفا، وإيجابا وسلبا، مع رسوخ اقتناعها باحترام قدسية القانون ووعي الشعوب به لكي يتعايشون وفق مقتضيات الحق والعدل والمساواة، فلا قيام لدولة ولا استمرار لحضارة بدون شيوع ثقافة الوعي بالقانون والوعي الوطني بين جموع المواطنين، فهما صمام الأمان الذي يلوذ به كل ذي حاجة ويعتصم بهما أصحاب الحقوق المشروعة ويحتكم إليه أرباب المطالب العادلة. كما قال العربى إن تلك الثقافة تزداد إلحاحا في المجتمعات العربية التي ما زالت تفتقر معظم شعوبها الى الحد الأدنى من المعرفة القانونية، وذلك لشيوع ثقافة ان القانون هو ملك لأهل القانون، وهذا ما تأباه الفطرة الإنسانية التي تستوجب أن يكون كل انسان على وعيٍ وإدراكٍ بقدر – ولو يسير – بحقوقه وواجباته التي يشترك فيها مع بني وطنه، فمقياس تقدم الأمم يرتبط بمدى نشر ثقافة الوعي بالقانون بين غير المتخصصين بالقانون، ولا يعني هذا أن يصبح الجميع فقهاء في القانون، ولكن عليهم الالمام بالقواعد العامة والمبادئ الكلية لما يعينهم على تجنب الاخطاء . وأوضح أن المؤتمر يأتى في ظل ظروف غاية في التعقيد والخطورة يمر بها الوطن العربي على اتساعه ، وتعيشه الشعوب العربية بكل حذر وترقب ، فهي بحق مرحلة مفصلية ، وكلنا أمل في أن يعلو صوت العقل والروية والحكمة حتى نسهم في صنع المرحلة المقبلة لتكون أكثر اشراقا ونجاحا وأقل ظلما وظلاما. وقال: "من أهم ما يوفر لنا حقا سبل النجاح هو مقدرتنا في بث فكرة أهمية الوعي القانوني والمعرفة بالقانون وضرورة ترسيخ الوعي الوطني..ولا يخفي علينا جميعا كم نحن بحاجة إلى مثل هذه الأمور في كل الدول العربية".