بعدما فارق السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، سلطان عمان اليوم، الحياة يكون جميع قادة دول الخليج، الذين أسهموا في تأسيس مجلس التعاون الخليجي قد فارقوا الحياة، بعدما أسهموا في وضع اللبنات الأساسية للمجلس، الذي يواصل مسيرته حتى اليوم، محققًا الكثير من الإنجازات على جميع الصعد، ولكن تبقى أهم إنجازات المجلس المحافظة على الهوية والشخصية الخليجية لدول المجلس، وتعزيز التحالفات بينها لمواجهة التحديات. وترجع فكرة تأسيس مجلس التعاون الخليجي إلى عام 1981م، وصاحبها هو أمير دولة الكويت الشيخ الجابر الأحمد الصباح، رحمه الله، الذي توصل مع قادة دول الخليج آنذاك، وهم: الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، والسلطان قابوس بن سعيد سلطنة عمان، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين، الذين عقدوا اجتماعًا في إمارة أبوظبي إلى صيغة تعاونية، تضم الدول الست. وتهدف إلى تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دولهم في جميع الميادين، وصولًا إلى وحدتها، وفق ما نص عليه النظام الأساسي للمجلس في مادته الرابعة، التي أكدت أيضًا على تعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين مواطني دول المجلس. وخلال مسيرة المجلس، واصل السلطان قابوس بن سعيد دعمه للجهود الرامية لتفعيل التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مع مساندة مساعي إحلال الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الخليج. وقد جمعت السلطان قابوس علاقات استثنائية مع قادة المملكة العربية السعودية، أسهمت في تحقيق تطلعات المجلس، بإيجاد تحالف خليجي نموذجي، قادر على مواجهة التحديات والصعوبات. وعُقِدت القمة الخليجية الأولى لمجلس التعاون الخليجي، في شهر مايو عام 1981 في العاصمة الإماراتيةأبوظبي، وحضرها كل من الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، والشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين، والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، والشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، والشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، واستعرضت آلية المجلس الجديد، وأهدافه وتطلعاته في ترسيخ روابط التحالف بين الدول الست. ويعد السلطان قابوس بن سعيد، الذي توفي عن عمر 79 عامًا، مؤسس سلطنة عمان العصرية الحديثة، وباني نهضتها، حيث نقلها من الحكم القبلي إلى دولة مؤسسات وقانون، وقضى السلطان قابوس 49 عامًا في الحكم، بدأت في ال23 يوليو 1970، جعلته صاحب أطول فترة حكم بين حكام العرب، وزادت من رصيد إنجازاته التي قدمها للسلطنة.