إثر اغتيال قائد فيلق القدسالإيراني قاسم سليماني خلال الساعات الأولى من صباح الثالث من يناير، توعدت إيران برد "مؤلم" على هذه الضربة، سرعان ما جاء خلال الساعات الأولى من صباح الثامن من يناير بقصف صاروخي مركز على قاعدة عين الأسد التي تستضيف قوات أمريكية في محافظة الأنبار، وقاعدة أخرى تستضيف قوات أمريكية أيضًا في أربيل. لكن قبل الرد الإيراني، الذي لم يوقع في الحقيقة أي خسائر بشرية لدى الجانب الأمريكي، رفعت الولاياتالمتحدة حالة التأهب الأمني في جميع قواعدها بالمنطقة، تحسبًا لأن تكون أي منها هدف الرد الإيراني المنتظر. وبحسب صحيفة "إندبندنت عربية"، فمنذ حرب الخليج في العام 1991، عزّزت الولاياتالمتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط والخليج العربي، بغية حماية مصالحها في هذه المنطقة البالغة الأهمية، بشكل أصبح معه وجودها العسكري فيها من الأضخم في العالم. وتعد القيادة المركزية الأمريكية هي المسئولة عن إدارة العمليات والنشاطات العسكرية مع حلفاء واشنطن في المناطق الداخلة ضمن مجال مسؤوليتها، بهدف تعزيز أمن المنطقة واستقرارها حفاظًا على المصالح الأمريكية فيها. ويشمل مجال مسئولية القيادة المركزية 20 دولة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والجنوبية إضافة إلى مصر والممرّات المائية الاستراتيجية المحيطة بهذه الدول، وأبرزها مضيق هرمز ومضيق باب المندب. وفيما لا تخصّص للقيادة المركزية وحدات عسكرية دائمة، حالها حال جميع القيادات القتالية الأمريكية، إلا أنها مقر قيادة يعمل مع قواعد وبعثات تابعة للجيش الأمريكي والوحدة الأمريكية للعمليات الخاصة المشتركة، المنتشرة في دول خليجية وشرق أوسطية عدة، وفي ما يلي أبرزها. العراقوالأردن في العراق يوجد نحو 5 آلاف جندي أمريكي في قاعدة عين الأسد الجوية، كذلك في الأردن يتواجد الأمريكيون في قاعدة موفق السلطي الجوية. الكويت تستضيف الكويت أكبر تجمّع عسكري أمريكي في الخليج، يبلغ عديده نحو 15 ألف شخص، متمركزين في معسكر الدوحة غرب العاصمة الكويتية ومعسكر عريفجان، الذي يضمّ قاعدة لمشاة الفرقة الثالثة الأمريكية، ومعسكر بيوري وقاعدتَي أحمد الجابر وعلي السالم الجويتين. ويتخذ الجناح الجوي الأمريكي ال386 من قاعدة علي السالم مركزًا له. وتشمل التجهيزات العسكرية في هذه القواعد، 2200 آلية عسكرية مقاومة للألغام، وطائرات شحن عسكرية من طراز "C-17"، مخصصة لعمليات نقل تكتيكية واستراتيجية للعسكريين والعتاد، وطائرات "C-130" القادرة على الإقلاع والهبوط على مدرجات غير مجهزة. البحرين تحتضن البحرين مقرّ الأسطول البحري الأمريكي الخامس، شرق العاصمة المنامة، ومهمته الحفاظ على سلامة البحار والممرات المائية في الخليج العربي، حيث مضيقي هرمز وباب المندب، ما يجعل مهمة ذلك الأسطول بالغة الأهمية. ويستفيد الأسطول الخامس من قربه من مرفأ خليفة بن سلمان، القادر على استقبال حاملات الطائرات الأمريكية. كذلك تتمركز القوات الأمريكية، البالغ عددها نحو 7000 شخص في البحرين، في قاعدة شيخ عيسى الجوية، التي تحتضن طائرات قتالية من طراز "F-16" و"F/A-18"، وطائرات مراقبة بحرية مضادة للغواصات من نوع "P-3". قطر أسّست الولاياتالمتحدة في قاعدة "العديد" في قطر أكبر قاعدة جوية لها خارج الأراضي الأمريكية، وهي بذلك إحدى أهم القواعد العسكرية في الخليج. تضمّ مقرّ كلّ من القيادة المركزية الأمريكية والقيادة المركزية للقوات الجوية والقيادة المركزية للعمليات الخاصة والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية والجناح ال379 لبعثات المشاة الجوية، وتضم نحو 10 آلاف جندي. في قاعدة "العديد" أكثر من 120 طائرة وقاذفة من أنواع مختلفة، من بينها قاذفات "B-1" الاستراتيجية، وقاذفة "B-52" بعيدة المدى، القادرة على نقل صواريخ نووية وذخائر تقليدية دقيقة التوجيه وتنفيذ هجمات استراتيجية وتأمين دعم جوي قريب وحظر جوي وتنفيذ عمليات هجومية مضادة جويًا وبحريًا، إضافة إلى طائرات تموين بالوقود ومخازن أسلحة وذخيرة. وبينما تضمّ قاعدة "العديد" أطول مدرج للطائرات في الخليج، يبلغ طوله خمسة كيلومترات، تقع قاعدة السيلية جنوبالدوحة في قطر، وتحتوي على مستودعات للمعدات العسكرية الأمريكية. الإمارات في الإمارات العربية المتحدة أيضًا قوات أمريكية، أهمها في قاعدة الظفرة في أبو ظبي، حيث يتمركز الجناح الجوي الأمريكي ال380، الذي يضمّ طائرات بالغة الأهمية، كمقاتلة "F-22 Raptor" التكتيكية، وهي مقاتلة مصمّمة للسيطرة على المجال الجوي للعدو عبر التحليق خارج نطاق رصده والتشويش على أجهزة الرادار، كما أنها قادرة على إطلاق صواريخ عالية الكفاءة وتنفيذ عمليات تجسّس، ومقاتلات من طراز "F-35" المنفذة لهجمات أرضية وعمليات جوية. في قاعدة الظفرة أيضًا طائرات استطلاع من طراز "RQ-4 Global Hawk"، تحلّق على علو مرتفع ولوقت طويل نسبيًا، وطائرات "E-3 Sentry" للإنذار المبكر والتحكم والسيطرة والقيادة الجوية، وطائرات المراقبة الجوية من طراز "U-2" والملقبة ب"دراجون لايدي" (Dragon Lady)، القادرة على التحليق على علو مرتفع جدًا خلال الليل والنهار، إضافة إلى طائرات "KC-10" المخصّصة لعمليات تموين الطائرات بالوقود جوًا، وأنظمة "باتريوت" الدفاعية الجوية الصاروخية، وهي أنظمة متقدمة للصواريخ الجوية الاعتراضية وأنظمة رادار ذات كفاءة عالية. ويبلغ عدد العسكريين الأمريكيين في الإمارات نحو 5 آلاف جندي، معظمهم في الظفرة، بينما يتمركز عناصر من قوات مشاة البحرية الأمريكية في ميناء جبل علي. عمان أمّا في سلطنة عمان، فأبرمت الولاياتالمتحدة في مارس الماضي اتفاقية أمنية مع الحكومة في مسقط، سمحت لواشنطن باستخدام المرافق والموانئ في مدينتي الدقم وصلالة، المطلتين على الخليج العربي، ممّا عزّز الوجود الأمريكي في المنطقة، خصوصًا قرب مضيق هرمز. كذلك تسمح عمانلواشنطن باستخدام مطاراتها، التي نفّذ عبرها الأمريكيون طلعات جوية عدة.
