تعيش مصر ومعها العالم العربي، اليوم، الذكرى ال46 على نصر أكتوبر العظيم، تلك الملحمة الرائعة التي سطرتها القوات المسلحة المصرية بدماء أبنائها ودهاء قادتها على صفحات التاريخ، محطمين أسطورة "أقوى جيش على الأرض" التي لطالما تغنى بها جيش الاحتلال الاسرائيلي خاصة بعد نكسة يونيو 1967. ويظن البعض أن حرب أكتوبر المجيدة اندلعت بين الجيشين المصري والسوري من ناحية، وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي من ناحية أخرى، وأن دور العرب اقتصر على الضغط على الكيان الصهيوني سواء عبر حظر تصدير النفط، كما كانت الحال مع السعودية، أو من خلال رفع أسعاره في حالة الجزائروالعراق والإمارات العربية المتحدةوالكويت. إلا أن هناك 9 دول عربية شاركت بتقديم الدعم العسكري على الجبهتين المصرية والسورية، وهي على الترتيب من ناحية قوة التأثير: العراق، الجزائر، ليبيا، الاردن، المغرب، السعودية، السودان، الكويت، وتونس. فقد شارك العراق على الجبهة السورية قبل اندلاع الحرب سرب طائرات "هوكر هنتر"، وبعد اندلاعها أرسل 3 أسراب ميج 21 وسرب ميج 17، و فرقة مدرعة وفرقة مشاة. وكانت هناك طائرات عراقية موجودة في مصر قبل نشوب حرب أكتوبر وشاركت في الضربة الأولى في 6 أكتوبر، وكانت طائرات الهوكر هنتر تطير جنبًا إلي جنب مع الطائرات الميج 17 المصرية وذلك ليسهل علي رجال الدفاع الجوي المصري التعرف عليها، خاصة وأن الهوكر هنتر غير مستخدمة في صفوف القوات الجوية المصرية، كما ان شكلها الأمامي يشبه طائرة الفانتوم الأمريكية، وقد تمكن الطيارون العراقيون من تدمير مواقع الصواريخ هوك، ومواقع مدفعية العدو في الطاسة، وتعطيل عدد كبير من دبابات العدو. وفي يوم 7 أكتوبر أعلن العراق مشاركته الرسمية بالحرب ثم بدأ بطلب جنود احتياط لإرسالهم إلى الجبهة السورية، حيث بلغ عدد القوات المشتركة في القتال 18 ألف جندي وأربع مئة دبابة. وقد بلغت خسائر السربين العراقيين في نهاية الحرب 8 طائرات هنتر ومقتل 3 طيارين وأسر 3 طيارين. أما الجزائر، فبعد اندلاع الحرب أرسلت سرب ميج 21، سرب سوخوي 7، وسرب ميج 17، ولواء مدرع وصل يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 1973، فيما شاركت ليبيا بسربي طائرات ميراج أحدهما بقيادة طيارين ليبيين والآخر بقيادة طيارين مصريين، إضافة إلى لواء مدرع. وشارك الأردن بعد اندلاع الحرب أرسل لواءين مدرعين، والمغرب بلواء مشاة ولواء مدرع، والسعودية بلواء مشاة "إلى الجبهة الأردنية"، والسودان أُرسل لواء مشاة إلى الجبهة المصرية ولكنه لم يستطع الوصول إليها إلا بعد وقف إطلاق النار. وشاركت الكويت قبل اندلاع الحرب بكتيبة مشاة، وبعد اندلاعها أرسلت 5طائرات هانتر كوتر ولواء مجحفلا، فيما شاركت تونس بكتيبة مشاة. الدولة الأخيرة التي شاركت عسكريًا في حرب أكتوبر، وهي الدولة الأجنبية الوحيدة، كوريا الشمالية، حيث تواجدت قبل اندلاع الحرب تجريدة كورية من 30 طيارًا و8 موجهين جويين و5 مترجمين و3 عناصر للقيادة والسيطرة وطبيبًا وطباخًا منذ يوليو 1973، فيما أدار المصريون شبكة الدفاع الجوي والشئون الإدارية الخاصة بهذا السرب. واشتبك الطياريون الكوريون ضد الإسرائيليين سواء قبل حرب أكتوبر أو خلالها.