أعلن الفريقان المصري والصيني، أمس الأحد، بدء مرحلة تنفيذ مشروع القمر الصناعي "مصر سات 2"، الذي تموله الصين. ووقع الجانبان، خلال اجتماع عقد في مدينة الفضاء المصرية بالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة لمصر، وثائق إطلاق المشروع الممول صينيا. بحسب وكالة الأنباء الصينية "شينخوا". وأقيم يوم السبت حفل إطلاق مشروع القمر الصناعي أثناء الدورة الرابعة لمعرض اكسبو الصيني العربي، المنعقدة حاليا في مدينة يينتشوان حاضرة منطقة نينجشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين، مما يعني دخول المشروع بشكل رسمي مرحلة التنفيذ. وقد وقعت مصر والصين اتفاقية المشروع في يناير الماضي بقيمة 72 مليون دولار أمريكي؛ منحة صينية لإطلاق القمر الصناعي المصري "مصر سات 2" وهو قمر صغير للاستشعار عن بعد عالي الدقة. يعد هذا المشروع تعاونا رئيسيا آخر بين القاهرة وبكين في مجال الفضاء بعد توقيع اتفاقية لبناء مركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية في المدينة الفضائية المصرية والذي من المتوقع أن يتم إنشاؤه خلال العام الجاري. وقال أحمد الرافعي مدير مشروع "مصر سات 2" لوكالة "شينخوا" الصينية، إن هذا القمر سيساعد مصر في خططها التنموية في العديد من المجالات. وأوضح أنه سيتم تطوير القمر الصناعي من خلال العمل التعاوني والمشترك بين الفرق الصينية والمصرية التي تعمل بالتوازي، مشيرا إلى أنه سيكون هناك توجيهات صينية خلال مراحل المشروع. وأضاف "سيوفر هذا المشروع للجانب المصري خبرة في تطوير أنظمة الأقمار الصناعية الفضائية'، مضيفا أن الأمر سيستغرق من الفرق حوالي 35 شهرا لإنهاء بناء القمر الصناعي. وتابع أنه 'سيتم تنفيذ مراحل التصميم بالتوازي في مصر والصين، لكن تجميع وتكامل القمر الصناعي سيتم في مصر في مركز التجميع والتكامل والاختبار". وبالإضافة إلى القمر الصناعي، سيتم توفير محطة مراقبة أرضية ونظام تطبيق أرضي لدعم تشغيل القمر الصناعي، وفقًا لما قاله الرافعي. وأشار إلى أن عمر القمر الصناعي المستهدف خمس سنوات، بينما سيبلغ عمر المحطة الأرضية 15 عاما. وفي الوقت نفسه، أعرب السفير الصينيبالقاهرة، لياو لي تشيانج، عن اعتقاده بأن الصين ومصر قد تمكنتا من تحقيق "أربعة نجاحات غير مسبوقة" من خلال هذا المشروع. وأوضح لياو أن "النجاح الأول هو أن مصر هي أول دولة تقوم بالتعاون في مجال الأقمار الصناعية مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق". وتابع: "أما النجاح الثاني فهو أن الصين ستساعد مصر في بناء مركز متكامل لتجميع واختبار الأقمار الصناعية، والذي سيقوم فيه علماء ومهندسون من الصين ومصر بتجميع واختبار القمر الصناعي المصري". وأوضح السفير أن "النجاح الثالث يتمثل في أن الصين ستساعد مصر في بناء فريقها الفضائي، وستدرب بشكل مشترك خبراء الفضاء المصريين". وأضاف " يكمن النجاح الرابع هو أنه بعد انتهاء المشروع، ستصبح مصر أول دولة أفريقية تتمتع بقدرات كاملة لاختبار وتجميع الأقمار الصناعية". وأكد لياو أن الصين ترغب في العمل مع القاهرة لبناء مواهب مصرية في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء من أجل التنمية المستقلة لمجال الفضاء المصري. واختتم السفير الصيني قائلا إن الصين على استعداد تام لتقديم مساهماتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر، بما في ذلك في مجالات الزراعة وحماية البيئة ومكافحة التصحر.
