شنت الولاياتالمتحدة هجوما سيبرانيا سريا استهدف إيران في يونيو الماضي بغرض شل قدراتها على ضرب الملاحة في الخليج، لكن طهران لا تزال تحاول استعادة المعلومات التي تم تدميرها في هذا الهجوم. ونقلت قناة "سكاي نيوز" عن مسئولين أمريكيين أن الهجوم أدى إلى حذف قاعدة بيانات مهمة تستخدمها ذراع إيران شبه العسكرية من أجل التخطيط لشن هجمات على ناقلات نفط، وأسفر، لفترة مؤقتة على الأقل، عن تدهور قدرة طهران على استهداف حركة الملاحة البحرية في الخليج بشكل سري. وأكد المسئولون أن إيران لا تزال تحاول استعادة المعلومات، التي تم تدميرها في هجوم 20 يونيو، وإعادة تشغيل بعض من برامج الكمبيوتر، بما فيها شبكات الاتصالات العسكرية التي جرى فصلها عن الإنترنت. وقال المسئول الاستخباراتي السابق رفيع المستوى، نورمان رول، إن العمليات الإلكترونية الأمريكية مصممة لتغيير سلوك إيران من دون بدء صراع أوسع أو التسبب في رد انتقامي. ولطالما دخلت كل من الولاياتالمتحدةوإيران في نزاع سيبراني غير معلن، "مدروس بدقة" حتى يبقي في المنطقة الرمادية بين الحرب والسلم، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز". وكان هجوم يونيو الماضي الذي جاء بعد وقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قصفا انتقاميا ضد إيران ردا على إسقاطها طائرة أمريكية مسيرة بمثابة "ضربة مهمة في هذا النزاع"، وفقا لمسئولين. وفي المقابل، لم تصعد إيران الهجمات، لكنها واصلت عملياتها الإلكترونية ضد حكومة الولاياتالمتحدة والشركات الأمريكية بمعدل ثابت. وزادت وتيرة وحدة الهجمات السيبرانية، خاصة بعد أن فرضت إدارة الرئيس دونالد ترامب عقوبات على قطاع البتروكيماويات الإيراني في يونيو الماضي. وكان أهم صور بروز دور الفضاء الإلكتروني، كمجال جديد في العمليات العدائية، في عام 2010، عندما سبق لإيران أن اتهمت كلا من الولاياتالمتحدة وإسرائيل، في غمرة الأزمة حول الملف النووي الإيراني، بأنهما خلقتا فيروسا إلكترونيا قويا للغاية أطلق عليه اسم "ستانكست"، وقد أصاب يومها الآلاف من الحواسيب الإيرانية، وعطل عمل أجهزة الطرد المركزي التي تستخدمها طهران في تخصيب اليورانيوم. وقالت شركات الأمن السيبراني إن إيران زادت من هجماتها الإلكترونية العدوانية ضد الحكومة الأمريكية، والبنية التحتية الحيوية، مع تزايد التوترات بين البلدين. وأوضحت شركتا كراود سترايك وفاير آي، اللتان تتعقبان بانتظام مثل هذه الأنشطة، أن قراصنة الإنترنت الذين يعتقد أنهم يعملون لحساب الحكومة الإيرانية استهدفوا في الأسابيع الأخيرة الوكالات الحكومية الأمريكية، وكذلك قطاعات الاقتصاد، ومن ضمنها النفط والغاز. وذكرت الشركتان أن قراصنة الإنترنت أرسلوا كما هائلا من رسائل البريد الإلكتروني التي تستخدم في الاحتيال. ولم يعرف ما إذا كان القراصنة تمكنوا من الوصول إلى الشبكات المستهدفة باستخدام رسائل البريد الإلكتروني، التي تحاكي عادة الرسائل لكنها تحتوي على برامج ضارة.