قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، إن أيام التشريق أيام ذكر الله تعالى وشكره، وإن كان الحق أن يذكر الله ويشكر في كل وقت وحين، لكن يتأكد في هذه الأيام المباركة، ما رواه نبيشة الهذلي أن النبي الكريم قال: «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله»، أخرجه مسلم وفي رواية الإمام أحمد "من كان صائمًا فليفطر فإنها أيام أكل وشرب" صحيح مسلم. وأضاف الشيخ عبد الحميد الأطرش، ل "صدى البلد"، أن أيام التشريق هي الأيام التي ذكرها القرآن الكريم في قوله: "وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ"، وجاء في حديث عبد الله بن قرط أن النبي قال: "أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر" أخرجه الإمام أحمد، ولما كانت هذه الأيام هي آخر أيام موسم فاضل، فالحُجّاج فيها يكملون حجهم، وغير الحجاج يختمونها بالتقرب إلى الله بالضحايا بعد عمل صالح في أيام العشر، استحب أن يختم هذا الموسم بذكر الله للحجاج وغيرهم، وعقب الحج أمر بذلك فقال تعالى: "فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا" (البقرة: من الآية 200). وتابع الشيخ عبد الحميد الأطرش: "يتأكد في هذه الأيام المباركة التكبير المقيد بأدبار الصلوات المكتوبات، والتكبير المطلق في كل وقت إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر للحجاج وغيرهم، وقد كان عُمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرًا. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعًا". وكانت ميمونة تكبر يوم النحر وكانت النساء يكبرن خلف أبان بن عفان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المساجد صحيح البخاري بل بلغ من أهمية التكبير المقيد بأدبار الصلوات أن العلماء قالوا: يقضيه إذا نسيه، فإذا نسي أن يكبر عقب الصلاة فإنه يكبر إذا ذكر ولو أحدث أو خرج من المسجد ما لم يطل الفصل بين الصلاة والتكبير. وهكذا التكبير المطلق مشروع أيضًا في السوق وفي البيت وفي المسجد وفي الطريق تعظيمًا لله تعالى وإجلالًا له، وإظهارًا لشعائره.