ناقشت "المائدة المستديرة" أمس موسوعة "مسألة فلسطين" للمؤلف الفرنسى هنرى لورانس، والتى قام بترجمتها بشير السباعى. يأتي هذا امتدادًا لموضوع "الترجمة جسر الثقافات"، وقدم الندوة المهندس أحمد بهاء الدين شعبان مؤكدًا أن الكتاب يتناول القضية المركزية لوطننا وشعوبنا، وهو مرجع يعتبر من عمد المراجع التى تناولت القضية الفلسطينية ووضعت فيه الكثير من الوقائع التى غابت كثيرًا عن أفكارنا. وقال بهاء الدين إن كتاب "مسألة فلسطين" يتكون من سبعة أقسام صدرت في أربعة مجلدات، وبذل فيه المؤلف والمترجم جهدًا كبيرًا يستطيع أي قارئ مهما بلغت درجة بساطته أن يقدر حجم هذا الجهد المبذول في إعداده". ويطرح العمل مجموعة من القضايا ربما يكون على رأسها قضية الانحياز والموضوعية في التأريخ للأحداث الكبرى في مسار العالم، وقضية فلسطين ليست قضية شعب فلسطين وحده ولا الأمة العربية فحسب بل إنها قضية العالم كله لأنها ارتبطت ارتباطًا عضويًا بالمسألة اليهودية بكل مشاكلها وتداعياتها وارتباطاتها الفكرية للغرب. بدأ المترجم بشير السباعى بالتعريف بمؤلف الموسوعة وقال: "هو مؤرخ فرنسي متخصص في التاريخ الحديث والمعاصر للعالم العربي، وصاحب العديد من المؤلفات التي ركزت علي مختلف أشكال اندماج المنطقة العربية في العالم الحديث، الذي هيمنت عليه الرأسمالية الغربية". وقال الدكتور سيد البحراوى إنه لم يقرأ الكتاب كاملا ولكنه قرأ منه ما يتيح له ملاحظة منهج هنرى المعتمد على الوثائق الأصلية واللغة السلسة الدقيقة والقدرة على تقديم الأشياء العميقة ببساطة واضحة والقدرة على كشف الأدوار الخفية التى لم نكن نعرفها قبل هذا الكتاب، وقال: "يبدوا لي أنه يقدم ما هو أقرب إلى التأريخ منه إلى التاريخ بمعنى أنه يخفى وجهة نظره وراء الوقائع، ويتنقل بشكل درامى بين الأحداث". ورأى البحراوى أن الأهمية الكبرى للكتاب أنه يعالج حدثًا مهمًا في تاريخ القضية الفليسطينية بمعنى أن النكبة عام 1948 بقدر ما كانت نكبة لكنها ساهمت في نجاح حركة التحرر القومى في بلاد عربية مختلفة وهي بطبيعتها حركة معادية لإسرائيل وبالتالي كانت تعد نفسها أن تحاول استرجاع ما ضاع منها بعد عام 1948 حتى وقعت هزيمة 1967 واستمر تأثير الهزيمة حتى الآن. وقال المؤرخ الفلسطينى عبد القادر ياسين: "نحن أمام كتاب موسوعى هو السابع في مجموعة الكتب التى ألفها المؤرخ الفرنسي المعروف "هنرى لورانس" وقد سهل المترجم بشير السباعى قراءة هذه المجلدات بأسلوبه الرصين حتى بدا أنها كتبت أصلاً بالعربية".