وسط اعتراض دولي وغضب شعبي، باعت دار "كريستي" للمزادات رأس تمثال توت عنخ آمون في مزاد بلندن بقيمة 4.7 مليون جنيه استرليني - نحو 6 ملايين دولار- في الوقت الذي طالبت فيه مصر بإعادة القطعة المسروقة. حاول المصريون في لندن عرقلة المزاد الذي أقيم يوم الخميس في لندن والدفاع عن تراثهم "المسلوب"، حيث احتشد أكثر من 15 مواطنا من البيت المصري في لندن أمام صالة البيع بدار كريستي للمزادات احتجاجا على بيع القطع المصري في المزاد معتبرين أنها "تجارة آثار غير مشروعة"، وفقا لصحيفة "ذا ارت نيوز بابر". رفع المصريون شعارات "التاريخ المصري ليس للبيع.. توقفوا عن تجارة الآثار"، كما طالبوا اليونسكو "بحماية التراث المصري"، ونقلت الصحيفة عن أحد المشاركين بالوقفة الاحتجاجية ويدعى مصطفى قوله إن السبب الرئيسي وراء الاحتجاج هو أنها عملية بيع خاصة، موضحا أنه لا يمانع رؤية القطع الأثرية المصرية في متاحف أخرى مثل المتاحف البريطانية مادامت ستكون متاحة للجميع يشاهدها، لكن بيع العمل لمجموعة خاصة يعد "جشعا وأمرا خاطئا للغاية". بينما تقول ماجدة إنها تحتج على بيع "إرثها الثقافي"، وأنها جاءت لمحاربة بيع واحدا من أكثر القطع الأثرية شعبية واعتزازا لدى المصريين، مشددة على أن مصر "لن تبيع تاريخنا عن طيب خاطر أبدا". وتقول الصحيفة إن دار "كريستي" رفضت التعليق على الاحتجاجات أو الإفصاح عن معلومات حول المشتري الرئيسي، فيما طالبت السلطات المصرية الدار بإثبات ملكيتها القانونية للقطع المعروضة في المزاد، حيث يشكك الخبراء في كونها مسروقة من معبد الكرنك في الأقصر خلال السبعينيات. من جانبه يقول زاهي حواس وزير الآثار المصري الأسبق إن بيع الفرعون هو "يوم أسود لأن بيع رأس ملك مشهور ويشتريه ربما أمير أو أحد الأثرياء ليضعه في غرفة مظلمة ولا يراه أحد عوضا عن أن تكون القطعة الأثرية في متحف ليراها العامة، رأس توت عنخ آمون جاء من الكرنك بعد العام 1970 وفي هذه الحالة فإنه غادر مصر بصورة غير قانونية". وتابع في تصريحاته لشبكة "سي إن إن" قائلا "على كريستي إظهار أي وثائق قانونية بأن هذه القطعة خرجت من مصر بصورة قانونية، لأن أي شيء يخرج من مصر قبل العام 1983 لابد أن يحمل وثيقة من متحف القاهرة يثبت خروجه القانوني". وعن قول كريستي إنها لن تعرض للبيع أي قطعة إن كانت هناك قلق من ملكيتها أو طريقة تصديرها، رد حواس قائلا "هذا غير كاف لأنه أولا لا يملكون أي وثيقة تثبت أن رأس توت عنخ آمون خرج من مصر قانونيا، وبالمقابل لدينا دليل بناء على مؤتمر اليونيسكو أن هذه القطعة يجب أن تعود للدولة". ويظهر مقطع فيديو احتجاج عشرات المصريين أمام دار كريستي على بيع القطع المصرية وعلى رأسها تمثال توت عنخ آمون النادرة والتي تعود لأكثر من 3000 عام.