قرر المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، تنفيذ إجراءات "سريعة وحاسمة" في سبيل استعادة الأمن والاستقرار في منطقة جبل لبنان، عقب الأحداث الدامية التي وقعت بالأمس، وإلقاء القبض على جميع المتورطين في تلك الأحداث وتقديمهم إلى القضاء. جاء ذلك في ختام اجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي عقد، اليوم، برئاسة الرئيس اللبناني ميشال عون، وحضور رئيس الحكومة سعد الحريري، والوزراء أعضاء المجلس، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، وقادة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في البلاد. وأشار المجلس إلى أن تلك الإجراءات، والتي ستتم دون إبطاء أو هوادة بإشراف القضاء المختص، تأتي "وأدا للفتنة وحفاظا على هيبة الدولة وحقنا للدماء البريئة وإشاعة لأجواء الطمأنينة لدى المواطنين والمصطافين والسياح، في ظل توافق سياسي يظلل الأمن في كل بقعة من لبنان ويحصنه". وأكد عون- خلال الاجتماع- أن الجمهورية اللبنانية تقوم على 3 ركائز هي حرية المعتقد، وحق الاختلاف، وحرية الرأي والتعبير، مطالبا الأجهزة الأمنية والقضائية استكمال الإجراءات اللازمة والضرورة، وفقا للقواعد والأنظمة، وتنفيذ عمليات الضبط اللازمة بحق مرتكبي الجرائم. من جانبه، دعا الحريري جميع القوى السياسية في لبنان إلى التهدئة، مشددا على ضرورة المعالجة السياسية اللازمة، وعدم إقحام الأجهزة العسكرية والأمنية بالخلافات السياسية، وأن يتم استجلاء الحقيقة كاملة حول ما حدث بالأمس في الجبل تمهيدا لاتخاذ الإجراءات المناسبة. وقام قائد الجيش ومدير عام جهاز قوى الأمن الداخلي- خلال الاجتماع- باستعراض تفاصيل ومجريات الأحداث التي وقعت بالجبل في ضوء المعلومات التي توافرت، والإجراءات الأمنية والعسكرية التي جرى اتخاذها في مواجهة تلك الأحداث. وكانت عدد من القرى بمدينة (عاليه) في محافظة جبل لبنان، قد شهدت بالأمس أحداثا دموية واشتباكات مسلحة، على خلفية زيارة أجراها وزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل إلى بعض مناطق الجبل، حيث قطع محتجون ينتمون للحزب التقدمي الاشتراكي الطرق؛ لمنع باسيل من استكمال جولته، بعدما اعتبروا أن بعض التصريحات التي أدلى بها تستهدف الوقيعة وإشعال الفتنة الطائفية بين الدروز والمسيحيين من سكان الجبل. وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين لوزير شئون النازحين صالح الغريب، المنتمي للحزب الديمقراطي اللبناني الحليف للوزير باسيل، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة مع محتجين، وذلك أثناء مرور موكب الوزير الغريب للانضمام إلى جولة الوزير باسيل، وتبادل الحزب الديمقراطي اللبناني والحزب التقدمي الاشتراكي، إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض في وقوع الحادث. وتعد منطقة الجبل المعقل الرئيسي لأبناء طائفة الموحدين الدروز، ويعتبر الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط، الممثل السياسي الأكبر للطائفة الدرزية في لبنان، يليه الحزب الديمقراطي اللبناني برئاسة النائب طلال أرسلان (المتحالف مع التيار الوطني الحر وحزب الله)، بالإضافة إلى حزب التوحيد العربي برئاسة الوزير السابق وئام وهاب، والذي يعد بدوره حليفا لأرسلان في مواجهة جنبلاط.