يعزز الهجوم الأخير على ناقلتي النفط في خليج عمان سيناريو الحرب بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط بفعل الهجوم على السفن بمضيق هرمز، حيث تتهم واشنطنطهران بتنفيذ الحادث واستهداف الناقلتين. يتهم الرئيس الامريكي دونالد ترامب إيران بالوقوف وراء الهجوم، وبينما ينكر الإيرانيون ذلك. وذكر محللون بأن حرب فيتنام اندلعت بفعل الهجوم على سفن حربية أمريكية اتهم فيه الجيش الفيتنامي الشمالي، وبعد سنوات اكتشف أن الهجمات كانت في الحقيقة من تدبير الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها، حسبما ذكر الكاتب لويس تاس في مقال بصحيفة "جورنال دو مونتريال". وأعاد حادث خليج عمان واقعة ه "خليج تونكين" حيث نشبت مواجهات ووقع إطلاق نار في أغسطس 1964 بين زوارق مزودة بالطوربيد ومدمرتين أمريكيتين، وحملت الولاياتالمتحدةفيتنام الشمالية مسؤولية الحادث، وكان ذلك بمثابة الشرارة التي أغرت أمريكا لنشر قواتها وبدء الحرب في فيتنام. السبب الأساسي في اشتعال الخلاف بين واشنطنوطهران كان انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي الموقع في 2015، حيث اعترضت واشنطن وحلفائها على الاتفاق الذي يسمح لإيران بتطوير قدراتها النووية فضلا عن قوة الاقتصاد الإيراني وخطر سيطرتها على سوق النفط، إذ أنها تمتلك رابع أكبر احتياطي للنفط في العالم. ويقول الكاتب إن اندلاع حرب بين واشنطنوطهران سيصب في مصلحة المملكة العربية السعودية التي طالتها محاولات إيران التخريبية، لكنه يرى أنه لا مصلحة لدخول إيران في حرب ضد الولاياتالمتحدة ومع ذلك يمكن أن يحفز انهيار الاقتصاد في البلاد وسقوط النظام والهجوم الأمريكي إيران على خوض الحرب. من ناحية أخرى ترى أوروبا والصين أنه لا حاجة للدخول في حرب، خاصة وأنهما من كبار مستهلكي النفط، وتزداد مخاوفهم من ارتفاع أسعار النفط. ويوضح الكاتب أن تلك الدول يمكنها أن تستفيد في النهاية من الحرب على إيران حيث سيتمكن النفط الإيراني من الدخول للسوق بحرية ما يؤدي إلى انخفاض الأسعار. وحذر الكاتب من خطورة الحرب قائلا إنها "غير عقلانية"، مشيرا إلى أن ترامب قد يكون يسعى لخوض حرب ضد إيران لتشجيع إعادة انتخابه مرة أخرى، كما أن التوتر بين تركياوأمريكا يعزز احتمالية تدخل ترامب عسكريا في المنطقة لكن المخاطر ستكون بالغة.