اعتبرت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية، أن الضربات الجوية الإسرائيلية ضد قافلة الشاحنات على الحدود السورية اللبنانية جاءت فى وقت خطير للغاية. وذكرت الصحيفة -في سياق مقال رأي بثته اليوم الجمعة على موقعها الإلكترونى- أن إسرائيل كانت لديها أسباب مهمة جداً لشن ضربات جوية ضد قافلة الشاحنات على الحدود السورية اللبنانية والتي يفترض أنها كانت تنقل أسلحة متطورة لحزب الله المدعوم من إيران. وقالت الصحيفة إن إسرائيل اعتقدت أن الشاحنات كانت تنقل صواريخ أرض-جو (إس إيه-17) روسية الصنع القادرة على إسقاط طائرات بمدى يبلغ 30 ميلا، ما اعتبرته تل أبيب خرقا للتحذير الإسرائيلي "الخط الأحمر" لدمشق بأنها لن تتسامح مع وجود مثل تلك الأسلحة فى أيدى أشخاص مكرسين لتدمير الدولة اليهودية. وأضافت الصحيفة أنه فى وقت سابق من الأسبوع الجاري نشر حلف شمال الأطلسى "ناتو" بطاريات "باتريوت" المضادة للصواريخ على حدود تركيا مع سوريا، بينما أقامت إسرائيل ما يعادلها من منظومة "القبة الحديدية" للدفاع الصاروخي على حدودها الشمالية، ما دفع مسئولاً إيرانياً كبيراً للتحذير بأن إيران ستعتبر أي هجوم على سوريا بمثابة هجوم عليها، بينما اعتبرت روسيا -التي تقف في وضع محرج- الهجوم الجوي الاسرائيلي على سوريا انتهاكًا لميثاق الأممالمتحدة. ولفتت الصحيفة إلى خطورة الوضع في منطقة الشرق الأوسط بوضع عام، وأنه وسط هذه الأزمة المتفاقمة قام رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بزيارة مفاجئة إلى ليبيا فى أعقاب رحلة الجزائر، حيث تمت تحيته بالتصفيق وهتافات "الله أكبر" عقب إلقائه كلمة أمام مجندي الشرطة، وأن الاستقبال الحار كان مكافأة لبريطانيا على دورها الرئيسي فى الإطاحة بالعقيد معمر القذافي عندما تقدمت قواتها المسلحة حملة حلف شمال الأطلنطي العسكرية إلى جانب الفرنسيين. ورأت الصحيفة أنه سواء تستطيع القوات البريطانية تكرار مثل هذا الاستعراض للقوة سيعتمد على مدى استعداد الحكومة بوجه عام للانفاق على الجيش البريطانى.