لم يعد فقط امتلاك القدرات المالية والتكنولوجية والأيدي العاملة يكفي لطفرة صناعية كبيرة والدخول فى الساحة التنافسية فى المجال الصناعى والتجارى، بل يلزم ذلك الحرص على التطبيق الأمثل لكافة الوسائل والنظريات المنهجية التى تتيح الاستغلال الأمثل للقدرات والإمكانات لأى مصنع أو مؤسسة، لضمان أن تكون المخرجات ذات ميزة تنافسية من حيث الجودة والتنوع والكفاءة. ونجد أن الفرق بين الدول المتقدمة صناعيا وإنتاجيا، وغيرها، أن الأولى تسعى دائما إلى تطبيق أحدث الوسائل والأساليب لضمان منتج أو سلعة أو خدمة خالية من العيوب ولديها ميزات تنافسية كبيرة تستطيع بها اكتساب سمعات تسويقية كبيرة لدى لمستهلك، وبالتالي يؤدي ذلك إلي زيادة الربحية والحصة السوقية وزيادة رضاء العميل من خلال تطبيق الأدوات الإحصائية التي تؤدي إلي تحسين الجودة والوصول بها إلي مستوي عال جدا. وتأتى منهجية Lean Six Sigma على رأس النظريات العملية التى تضمن التطبيق الأمثل لمبدأ ضمان أعلى جودة للخدمات والمنتجات والعمليات، لأنها ببساطة تضع معايير صارمة ومحددة لمراحل الإنتاج المختلفة التي يمر بها المنتج حتى يخرج فى صورته النهائية والتخلص من أي عملية لا جدوى منها دون اي تأثير سلبي على بقية العمليات، وبالتالي التخلص من تكلفتها مما يؤدى إلى إخراج المنتج في وقت أقل وتكلفة أقل مما يؤدي إلى أرباح أعلى وصورة ذهنية مميزة لدى المستهلك. وتشير الدراسات الحديثة إلى الحاجة الملحة والكبيرة للمنشآت والمصانع الكبرى إلى تطبيق منهجية Six Sigma لأنها تضمن عددا من المميزات تصب جميعها فى صالح المنشأة والمصنع وتساعد كثيرا على نجاحه وزيادة فرصه فى تسويق منتجاته فهى تضمن الجودة عالية، والتصنيع بأقل تكلفة ممكنة، والتصنيع في أقل وقت ممكن، وتحقيق أرباح أعلي، كما تمكن من الاستحواذ على النصيب الأكبر في السوق، ونيل رضا المستهلك. ومن المعروف أن التدريب المستمر والممنهج للعاملين فى المصانع والمؤسسات والشركات يصب دائما في صالح تطوير أعمال تلك المنشآت، وإذا قارنا التكلفة المادية التى تتحملها هذه المنشآت من التدريب المستمر للعاملين بها على أحدث وأفضل الأساليب لتطوير الإنتاج وضمان أعلى جودة له، سنجد أن المردود الربحى أعلى بكثير جدا من تلك التكلفة، كما أن تدريب العاملين على هذه الأساليب المتطورة ومنها منهجية Six Sigma سيؤدى إلى زيادة الإنتاجية لهؤلاء العمال، بالإضافة إلى ضمان البيئة المناسبة والمحفزة لضمان أعلى جودة وتقليل الفاقد وزيادة الإنتاج، مما يؤدى إلى زيادة الرقعة والحصة السوقية وزيادة رضاء العميل، وبالتالي زيادة القوة التنافسية.
