سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، الضوء على ما أقدمت عليه إحدى المنظمات المستقلة عن التنظيم الإرهابي داعش، والتي كانت قد اكتسبت في سبتمبر الماضي شعبية كبيرة من خلال نشرها على قنوات تيليجرام فيديو قصة الإرهابي: أبو محمد العدناني، وهو عبارة عن رسم كارتوني "أنيميشن" مدته خمس دقائق يحتفى فيه بحياة الإرهابي العدناني الذي قتل في غارة أمريكية في أغسطس 2016. ونشر الموقع في نوفمبر الماضي بعض الملصقات الدعائية تهدد البابا فرنسيس وتدعو إلى هجمات بيولوجية ضد الغرب. كان العدناني أكثر من مجرد متحدث باسم التنظيم، فقد كان من أوائل الأعضاء في تنظيم القاعدة في العراق، والمفضل لدى أبو مصعب الزرقاوي والوريث المعين من أبو بكر البغدادي، حيث تم تعيينه أميرًا لداعش في سوريا في أوائل عام 2013 بعد انشقاقه عن جبهة النصرة السورية، التي كانت تنتمي سابقًا إلى تنظيم القاعدة، ويعتقد أنه عندما أعلن العدناني تشكيل الخلافة في يونيو 2014، كان هو السوري الوحيد ضمن القيادات الداعشية. وأدار أبو محمد العدناني الخلايا الخاصة للمجموعة مثل القوات الخاصة ووحدات استخبارات داعش، وبقيادته هذه كان عليه ضمان الأمن الداخلي لأماكن السيطرة ونشر الإرهاب في الخارج. وقادت عناصر الأمن "استخبارات داعش" جميع الهجمات الرئيسية في الغرب مثل حادثتي باريس وبروكسل. وقد تم تحديد خلايا عناصر أمنية في النمسا وألمانيا وإسبانيا ولبنان وتونس وبنجلاديش وإندونيسيا وماليزيا، كان العدناني معروفًا أيضًا بمواهبه الخطابية. وقتل المتحدث الرسمي باسم داعش في 30 أغسطس 2016 في غارة جوية أمريكية، وكان في ربيع عام 2014 قد نادى المسلحين المتطرفين في جميع أنحاء العالم للحراك في أعمال إرهابية، قائلًا: "كم من أناس غير قادرين على صنع عبوة ناسفة، لكن بإمكانهم تهشيم رؤوس الصليبيين بحجر أو ذبحهم بسكين أو دهسهم بسيارة". ووضع العدناني أسس العقلية الراديكالية الجديدة من خلال وجهات نظره الأيديولوجية، مثل ما أسماه "جهاد شهر الصوم، شهر رمضان"، مطلقًا عليه في إحدى المقاطع المصورة "شهر الفتح". وفي خطابه الأول، قام أبو محمد العدناني باجتزاء وتفسير الآيات القرآنية بهدف ضمان الدعم الديني المزعوم لقتل الأشخاص والحث على المهام الانتحارية. وناشد "مرصد الأزهر لمكافحة التطرف" كل الجهات المعنية اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة للعمل على وأد مثل هذه الأعمال الإرهابية في مهدها، مؤكدا أن هذه الأعمال الإرهابية المروعة هي انتهاك كامل للشريعة الإسلامية والأعراف الإنسانية، وأن فاعلوها من المجرمين الذين لا يمثلون المسلمين ولا يتحدثون باسم الإسلام.