أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أنَّ بعض السجون باتت مرتعًا لنمو شجرة التَّطَرُّف حتى أصبح للإرهابِ في بعض السجون الأوروبية سيف يستله من خلال فكر مَنْ قَبَعَ من عناصرِهِ خلف قضبانِ هذه السجون. وفى تحذير جديد من انتشار الإرهاب داخل السجون الأوروبية ومن بينها "إسبانيا"، نشرت صحيفة إسبانية تقريرًا عن المتطرفين داخل السجون الإسبانية؛ وكيف أن السجون تُعَدُّ إحدى بؤر انتشار الفكر المتطرف فى الآونة الأخيرة، وهو ما يراه مرصد الأزهر إشارة واضحة إلى أن السجناء المُدانين بتهم الإرهاب لا ينتهى خطرهم فى مراكز الاحتجاز؛ وإنما يشكّلون تهديدًا آخر، وهو نشر أفكارهم بين المُدانين بجرائم جنائية أو جرائم غير إرهابية بشكل عام. وأضاف التقرير أن سجون "إسبانيا" تحتوي حاليًا على 134 سجينًا مدانين بجرائم مرتبطة بالإرهاب؛ لكن العدد الحقيقي قد يكون أكثر من هذا. وفي سبيل مكافحة هذا الشكل من أشكال التطرف، وُضعت خطة للسيطرة على المتطرفين من خلال مراقبة الأجهزة الأمنية السرية لهم، وفصلهم إلى وحدات مختلفة، وهى إجراءات ضرورية للسيطرة على باقي السجناء وتحصينهم من الأفكار المتطرفة، بالإضافة إلى إخضاعهم لبرنامج علاجي يقوم به علماء نفس متخصصون. وأكَّدَت الصحيفة، أنَّ كثيرًا من الإرهابيين الذين خطَّطوا لتنفيذ هجماتهم في "إسبانيا" كانوا يقيمون بها منذ عدة سنوات، حيثُ تبنّوا الفكر المتطرف داخل السجون من خلال عناصر التنظيمات المتطرفة داخل السجون، وذلك عن طريق شرح بعض المفاهيم الدينية بشكلٍ خاطيء ومُضَلِّل، وتفسيرها حسبما يخدم أهواءهم. ووفقًا للبيانات التي طرحتها "الأمانة العامة للمؤسسات الإصلاحية" فإن هناك 257 سجينًا داخل السجون الإسبانية تحت المراقبة لتورطهم في الأعمال الإرهابية أو اتصالهم بالسجناء المتطرفين، حيث تصنفهم الإدارة إلى ثلاث مجموعات؛ المجموعة الأولى (A) هم المدانون بجرائم مرتبطة بالإرهاب وهم 134 سجينًا؛ والمجموعة الثانية (B) تضم سجناء حوكِموا بجرائم غير مرتبطة بالإرهاب، لكنهم مُدرَجون على قائمة المتطرفين المحتملين وعددهم 42 سجينًا، أما المجموعة الثالثة (C) فهم سجناء على استعداد لقبول الفكر المتطرف. وتؤكد بعض المصادر أنَّ المراقبة لا تشمل السجناء المتطرفين فقط، بل تشمل كذلك السجناء المُدانين بجرائم أخرى، وأنه حالَ اعتناقهم هذا الفكر المتطرف سيتضاعف تهديدهم ويتعاظم خطرهم على بقية أفراد المجتمع. كان مرصد الأزهر قد أصدر عدة تقارير حذَّرَ فيها من خطر العناصر المتطرفة داخل السجون الإسبانية؛ وهو ما أكَّدته الإجراءات الأخيرة التي أسفرت عن اعتقال 27 شخصًا في عملية تمشيط نفَّذتها الشرطة الوطنية بالتعاون مع مصلحة السجون في نهاية العام الماضي 2018. ويؤكِّد المرصد على ضرورة تنفيذ برامج إعادة التأهيل ليس فقط بحق المدانين في جرائم الإرهاب لكن بحق كل من تحوم حولهم شكوك بهذا الصدد.