قال عبد المنعم عبد العظيم، مدير مكتب دراسات تراث الصعيد، إن "بنتي أندراوس باشا" اللتين عثر على جثتيهما بداخل شقتهما اليوم، من أغنى أغنياء الأقصر، ووالدهما هو توفيق أندراوس، أحد أخلص رجالات الحركة الوطنية ونائب الأقصر لثلاث دورات، ولم تنتخب الأقصر نائبا غيره حتى وفاته. وأضاف عبد العظيم أن المناضل الأقصري الراحل هو الذي قام بالإعداد للمؤتمر الوطنى فى السادس من يناير 1935، وبين هذا التاريخ وميلاده سنة 1893 سطر التاريخ سيرة هذا المناضل الوطنى فى أنصع صفحات أسفار التاريخ الوطنى، عن هذا المسيحى الثائر الذى انتخبته الأغلبية المسلمة نائبا لها فى البرلمان ثلاث دورات ولو عاش ما انتخبوا غيره. وتابع أن "توفيق باشا كان عضواً بحزب الوفد عندما نفت السلطات سعد باشا زغلول ورفاقه، وعلم أن أم المصريين صفية هانم زغلول تشكو من نضوب خزينة الوفد، فما كان منه إلا أن باع سبعمائة فدان ووضع ثمنها تحت تصرف أم المصريين للصرف على الحركة الوطنية. وفى رحلة سعد زغلول النيلية إلى الصعيد استقبله توفيق أندراوس على رأس أهالى الأقصر وماحولها رغم كل محاولات بدر الدين بك مدير الأمن العام أيامها، وكان فى عنفوان قوته وجبروته، ولم يهب توفيق أندراوس قوات بدر الدين وأسلحته التى حاولت الحيلولة دون رسو باخرة سعد باشا نوبيا فى الأقصر بحجة دواعى الأمن، فتصدى لهم توفيق واستقبل "سعد" بداره وكان اجتماعا تاريخيا مشهودا للوطنية فى الصعيد فى سنة 1921 ودوت الجماهير بهتافها المدوى "يحيا سعد"، وهتف سعد زغلول "بل يحيا توفيق أندراوس". وأضاف أن قصر أندراوس باشا بالأقصر جمع بداخله التحف الأثرية، حيث إنه كان من هواة جمع الآثار والتحف. وبنتا أندراوس باشا "صوفى ولودى" فى العقد الثامن من العمر ورفضتا الزواج لأنه من وجه نظهرهما أنهما بنتا باشا ويجب الزواج من أبناء باشوات مثلهما، وكانت ثقافتهما فرنسية وتعلمتا فى مدارس أجنبية بالقاهرة، وكانتا تعشقان الموسيقى الغربية وتقومان برحلة سنوية إلى أوروبا، وتبرعتا فى عام 2000 بقطعة أرض بجزيرة الموز لبناء قصر رئاسي بالأقصر. وتبذل مديرية أمن الأقصر قصارى جهدها لكشف غموض مقتل "بنات أندراوس باشا" بالأقصر بعد العثور عليهما مقتولتين بشقتهما بجوار معبد الأقصر. تلقى اللواء أحمد ضيف صقر، مدير أمن الأقصر، إخطاراً من العيمد رفعت خضر، رئيس البحث الجنائى بالأقصر، يفيد بالعثور على جثتين للسيدتين صوفى توفيق أنداروس، 82 سنة، وأختها لودى توفيق أندراوس، 84 سنة، مقتولتين فى شقتهما الكائنة بمدينة الأقصر بجوار معبد الأقصر.