تشهد محافظة أسوان تواجد العديد من البعثات الأثرية المصرية والأجنبية، التي تعمل في عدة مناطق ومواقع، وأسفر عملها عن العديد من النتائج والاكتشافات الأثرية المهمة، وفي التقرير التالي نستعرض أبرز تلك البعثات طبقا لبيانات وزارة الأثار. بعثة الإدارة العامة للآثار الغارقة برئاسة محمد مصطفي، أسفرت أعمال المسح عن رسم خريطة تتضمن عددًا من المواقع ذات الأهمية الأثرية مثل الموقع الموجود أسفل معبد خنوم، و الموقع الموجود أسفل فندق كتراكت، وموقع مقابرالنبلاء، وموقع الجزر الوسطي. وعثر أسفل معبد خنوم على بعض الكتل من الحجر الرملي تحمل نقوشًا هيروغليفية تمثل على الأرجح أجزاء من شرفة المعبد التي انهارت في وقت سابق، وانتشلت البعثة واحدة من هذه الكتل. أما أسفل فندق كتراكت فعثر على مجموعة من الأساطين مختلفة الحجم، وكتل من الجرانيت مختلفة الأشكال والأحجام تحمل جميعها علامات التحجير. كما عثر بموقع مقابر النبلاء على بعض اللقى الفخارية ومجموعة من كتل الجرانيت. كذلك عثر بين الجزر التي تعترض مجرى النيل أمام مرسى الأهالي على كسرات فخارية معظمها من أدوات المائدة التي ترجع للعصرين الروماني والبيزنطي؛ مما قد يشير إلى وجود حطام سفينة غارقة كانت تضم تلك الأدوات التي استخدمها البحارة. وهناك بعثة وزارة الآثار التي تقوم برئاسة سيد أحمد علي الراوي،بأعمال حفائر في تل آثار بمنطقة الأغاخان،ومن أهم اكتشافاتها موقع قرب ضريح الأغاخان بغرب أسوان يحتوي على 10 مقابر ترجع للعصر المتأخر. ويعد هذا الموقع امتدادًا لجبانة غرب أسوان التي كانت مخصصة لحكام مدينة أسوان خلال عصور الدولة القديمة والوسطى والحديثة. وتتماثل المقابر الكتشفة في تصميمها المعماري،فكل منها يحتوي على درجات سلم منحوتة في الصخر تؤدي إلى مدخل المقبرة ومنه إلى غرف بسيطة عثر بداخلها على عدد من التوابيت والمومياوات. وبعثة المجلس القومي الإسباني وهي بعثة مشتركة (مصر - اسبانيا)،وتقوم بأعمال الحفائر في تل ذراع أبو النجا برئاسة Jose Galan. وكشفت البعثة عن محتويات المقبرة رقم 157 التي تخص المدعو "أو سرحات" قاضي مدينة طيبة إبان عصر الأسرة الثامنة عشرة. المقبرة معروفة بالفعل منذ منتصف القرن الماضي، ولكن هذه أول مرة يتم عمل حفائر بها، حيث كشف عن ستة توابيت بداخلها مومياوات في حالة جيدة وعدد كبير من الأواني والبقايا الآدمية، والمقبرة مكونة من غرفتين وبئر بعمق سبعة أمتار تم العثور بداخله على حوالي ألف وأربعمائة أوشابتي،وما زالت أعمال الحفائر مستمرة. وبعثة جامعة جيان الإسبانية المشتركة (مصر - اسبانيا)،وتقوم بأعمال حفائر برئاسة Alejandro Jimenez Serrono،وتعمل في تل آثار بمنطقة قبة الهواء. واكتشفت البعثة غرفة دفن كاملة لشقيق أحد أهم حكام جزيرة إلفنتين ترجع إلى عصر الأسرة الثانية عشرة. وعثر داخل غرفة الدفن على مومياء في حالة جيدة من الحفظ ومغطاة بكارتوناج ملون مع قناع وقلادة. وحوت المقبرة أيضًا الأثاث الجنائزي للمتوفى،ومنه آنية فخارية، وتابوت داخلي وآخر خارجي من خشب الأرز، بالإضافة إلي مجموعة من النماذج الخشبية لقوارب جنائزية،كما صورت على جدران المقبرة مناظر تمثل الحياة اليومية. وبعثة جامعة لوند السويدية المشتركة مع مصر،وتعمل في الحفائر برئاسة Maria Nilsson في جبل السلسلة وكشفت البعثة عن 12 مقبرة من عصر الأسرة الثامنة عشرة وبالتحديد ما بين فترتي حكم الملك تحتمس الثالث وأمنحتب الثاني. وعثر داخل هذه المقابر على بقايا هياكل عظمية، وأجزاء من توابيت حجرية وفخارية، وتمائم، وجعارين، ورفات حيوانية حيث أن بعض هذه المقابر استخدم كدفنات للحيوانات. كما اكتشفت البعثة أيضا أربع دفنات لأطفال تعود لعصر التحامسة (الأسرة الثامنة عشرة). وبعثة جامعة ييل الأمريكي بالاشتراك مع جامعة بروكسل البلجيكية،وتقوم بأعمال الحفائر في وادي هلال بصحراء الكاب،ويترأس البعثة Dirk Huyge & John Darnell وأهم اكتشافات البعثة عثورها على موقع جديد لنقوش صخرية بالقرب من قرية الخوي التي تقع علي بعد حوالي 7 كم شمال مدينة الكاب الأثرية، جنوب مدينة الأقصر. والكشف عبارة عن عدة لوحات تحمل نقوش صخرية بارزة ورسومات لبدايات علامات الكتابة في مصر القديمة، كما صور عليها أقدم وأكبر علامات هيروغليفية من المراحل المبكرة يرجع تاريخها إلى بداية عصر ما قبل الأسرات (نقادة الأولى 3500 – 4000 ق.م).
