قالت صحيفة الرياض السعودية إن العلاقات التي تربط المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية تتميز بمكانة عالية لما يتمتع به البلدين من موقع على الخريطة السياسية والجغرافية جسد ثقلها على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية. وأضافت أن المواقف بين البلدين الشقيقين تمتاز بتطابق الرؤى واتفاق حول القضايا الإقليمية باختلاف جوانبها، وبما تشكله من علاقات عميقة وقوية وتاريخية واستراتيجية، لا تشوبها شائبة، وتزداد متانة وقوة وصلابة في المستقبل بعون الله في أفضل حالاتها بدعم من قيادتي البلدين برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس عبدالفتاح السيسي. وأوضحت الصحيفة أنه تاريخيا شهد جبل رضوى شمال غرب المملكة أول لقاء تاريخي جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بالملك فاروق ملك مصر، عام 1945، وضعت خلاله السياسة الثابتة لمستقبل العلاقات الثنائية بين المملكة ومصر، حيث تطابقت وجهات النظر بين الملك عبدالعزيز والملك فاروق تجاه الجامعة العربية، ووافق الملك عبدالعزيز على بروتوكول الإسكندرية، وتمخض لقاؤهما عن موافقة الملك عبدالعزيز بشكل نهائي على انضمام السعودية للجامعة العربية. وتؤكد الزيارات المتبادلة بين القيادتين في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، ففي 1987 قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حينما كان أميرًا لمنطقة الرياض آنذاك بزيارة لجمهورية مصر العربية لافتتاح معرض المملكة بين الأمس واليوم في القاهرة. وعقب توليه مقاليد الحكم توالت اللقاءات الرسمية بين القيادتين، حيث عقد مع فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها استعراض أوجه التعاون الثنائي لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، والتأكيد على عمق العلاقات الاستراتيجية بين المملكة ومصر، والحرص على تعزيزها في مختلف المجالات. وزار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مترئسًا وفد السعودية للمشاركة في مؤتمر القمة العربية والتقى لدى وصوله الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبعدها استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الرئيس السيسي. وأكدت زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر في يوليو 2015، حرصه منذ توليه مقاليد الحكم على استمرار تكامل العلاقات السعودية المصرية، وتأتي تتويجًا لهذه العلاقة بين البلدين الشقيقين وزيادة في توافق التوجهات في مجمل القضايا العربية وتكاملها تحقيقًا للآمال العربية والإسلامية بفضل هذا المستوى من التنسيق الدائم، كما تجسدت مواقف المملكة تجاه مصر وشعبها عبر تكريس سياستها الخارجية لحث الحكومات الغربية على الاعتراف بشرعية 30 يونيو، وخارطة الطريق والاستحقاقات الثلاثة التي تمت بنجاح لتخرج مصر من الفترة الانتقالية إلى الاستقرار السياسي. وبناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قام الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بزيارة لجمهورية مصر العربية، وذلك استجابة لدعوة مقدمة من الرئيس عبدالفتاح السيسي. وقد شهدت الزيارة توقيع ثلاث اتفاقيات ومذكرة تفاهم استثمارية، شملت مجال حماية البيئة والحد من التلوث، وإنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي في جمهورية مصر العربية، وتفعيل الصندوق السعودي المصري للاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة بالمملكة العربية السعودية، ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي في جمهورية مصر العربية، وبرنامج تنفيذي للتعاون المشترك لتشجيع الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في جمهورية مصر العربية، والهيئة العامة للاستثمار في المملكة العربية السعودية. كما شهدت العلاقات بين البلدين عددًا من الزيارات العسكرية المتبادلة بين القادة والمسؤولين العسكريين في كلا البلدين وبشكل دوري لتبادل الآراء والخبرات والمعلومات العسكرية والأمنية والاستخباراتية التي تهم البلدين.