سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ليلة دامية في البصرة.. قتلى ومصابون في اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين.. تصاعد أعمدة الدخان من مبنى المحافظة.. العبادي يأمر بتحقيق.. والصدر يحذر من مندسين
* العبادي: أمرت بإجراء تحقيق للكشف عمن يحاول الإيقاع بين المواطنين والقوات الأمنية * التميمي: نطالب القضاء العراقي بفتح تحقيق فوري وعاجل * الصدر: ينتابنا الحزن ونحن نرى المأساة في بصرتنا المظلومة * الشمري يحذر من خروج الأمور عن السيطرة شهدت محافظة البصرةبالعراق، اليوم الثلاثاء، اشتباكات دامية لليوم الثاني على التوالي بعد وفاة محتج متأثرا بجروح أصيب بها خلال مظاهرات، أمس الاثنين، حيث ألقى المحتجون قنابل بنزين وحجارة على مبنى الإدارة المحلية بالمحافظة لليلة الثانية وكانوا يحاولون قطع الطرق المؤدية إلى المبنى. وذكرت مصادر محلية أن قوات الأمن أطلقت الذخيرة الحية في الهواء وكذلك قنابل الغاز المسيل للدموع. وذكرت قناة الحرة أن حصيلة قتلى المواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن في البصرة ارتفعت إلى ستة قتلى وأكثر من 20 جريحا وفقا لمصدر رسمي. وذكرت وسائل إعلام عراقية أن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من محيط المبنى، حيث تجمع عدد كبير من المحتجين حدادا على المحتج المتوفي ياسر مكي. وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن المباني الحكومية في البصرة كانت هدفا للمتظاهرين الذين يطالبون بتحسين الخدمات الحكومية والتصدي للفساد. وعمت المظاهرات مدنا بالجنوب، الذي طالما شكا من الإهمال، بعد انقطاعات في الكهرباء خلال شهور الصيف الحارة وبسبب عدم توافر فرص العمل والافتقار للخدمات الحكومية الملائمة فضلا عن استشراء الفساد. لكن الغضب الشعبي اشتد في وقت يجد فيه الساسة صعوبة في تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات برلمانية غير حاسمة في مايو الماضي. وعبر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني عن تأييده للاحتجاجات. وألحق المتظاهرون أضرارا ببوابة مقر الإدارة المحلية، لكن قوات الأمن فرقتهم باستخدام الغاز المسيل للدموع قبل أن يتمكنوا من دخول المبنى، في حين أمر رئيس الوزراء حيدر العبادي بإجراء تحقيق في مقتل مكي. وقال العبادي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي الذي نقله التليفزيون العراقي: "نأسف لوقوع شهيد من المتظاهرين في البصرة وأمرت بإجراء تحقيق للكشف عن من يحاول الايقاع بين المواطنين والقوات الامنية.. أوامرنا واضحة بمنع اطلاق الرصاص الحى في التظاهرات". وكان العبادي قد أوقف الشهر الماضي، وزير الكهرباء عن العمل. وقال الأسبوع الماضي إن حكومته بدأت في معاقبة المسؤولين عن ضعف الخدمات في البصرة، ثاني كبرى مدن العراق. كما طالب مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في محافظة البصرة مهدي التميمي، في وقت سابق، بالتحقيق فورا في مقتل المحتج. وقال التميمي : "نطالب القضاء العراقي بفتح تحقيق فوري وعاجل بحادثة مقتل متظاهر في البصرة والذي تعرض لإطلاق نار وإصابة في الكتف توفي على إثرها بالإضافة إلى تعرضه لصعقات كهربائية من قبل القوات الأمنية". وأعلنت وزارة الداخلية، العراقية، عن محاصرة متظاهرين مبنى محافظة البصرة، مؤكدة وقوع حريق في الطابق العلوي. وقال الناطق باسم الداخلية اللواء سعد معن في بيان إنه "تمت المباشرة بالتحقيق بشأن احداث البصرة بناءً على توجيهات القائد العام". وأضاف "نرفض استخدام الرصاص الحي وندعو المتظاهرين الى عدم التعرض للممتلكات العامة"، مؤكدًا أن "متظاهرين يحاصرون مبنى محافظة البصرة وحريق في الطابق العلوي". واعرب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عن غضبه من التعدي ممن وصفهم ب "مدسوسين" بالقوات الامنية على متظاهري البصرة. وقال الصدر في تغريدة على "تويتر" ينتابنا الحزن ونحن نرى الماسأة في بصرتنا المظلومة وما اثار غضبي هو التعدي بغير حق من قبل بعض المدسوسين في القوات الامنية على المتظاهرين العزل الذين لا يريدون الا لقمة العيش بكرامة". وأضاف: "لا بد من تظافر الجهود لانتشال البصرة من افكاك الفساد والطائفية والميلشيات فبصرتنا عزنا وفخرنا وهي قلب العراق النابض فكفاكم تعديا على البصرة واهلها وانصح ان لا تختبروا صبرنا". ودعا عضو مجلس النواب نايف الشمري، رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى تشكيل خلية طوارئ عاجلة للتحرك الى محافظة البصرة فورا، فيما حذر من تطور الأوضاع وخروج الأمور عن السيطرة فيها. وقال الشمري في تصريحات لوسائل إعلام عراقية: "أدعو رئيس الوزراء حيدر العبادي الى تشكيل خلية طوارئ وأزمة عاجلة وفورية برئاسته وعضوية الوزراء الامنيين والخدميين للتحرك إلى البصرة فورا وإيجاد حلول سريعة لها بعد خروج الأمور عن السيطرة". وأضاف الشمري، أن "العلامات الظاهرة لدينا والتي تعيشها البصرة من تطور بالأوضاع تشير إلى احتمالية خروج الأمور عن السيطرة بحال عدم احتوائها بشكل عاجل وفوري".