اتهم الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنسق عام جبهة إنقاذ الثورة تواطؤ الولاياتالمتحدة مع الإخوان المسلمين في مصر. وأشار البرادعي خلال لقاء مع مجلة فورين بوليسي الأمريكية إلى أن سياسات واشنطن تجاه مصر هى تكرار لما كانت عليه فى عهد مبارك، عندما تركت للنظام السابق حرية التصرف حول حقوق الإنسان طالما أنه يحمى مصالحها فى المنطقة. وقال البرادعي "مسئولو الإخوان يستخدمون نفس اللغة التى استخدمها مبارك بشأن الاستقرار. فكلهم بلطجية.. يستخدمون نفس التكتيكات". وأضاف: "هناك على الأقل ما قرأتموه حول ميليشيات الإخوان الذين قتلوا المتظاهرين فى اشتباكات أمام قصر الاتحادية. إنهم يستخدمون نفس تكتيكات نظام مبارك، مع فارق اللحية". وتساءل: "نعم تم انتخاب مرسى ديمقراطيا.. لكن هل هذا يعطيه الحق ليتحول إلى ديكتاتور؟". وأشار إلى أن المعارضة جمعت أدلة واضحة على انتحال بعض ممن أشرفوا على الاستفتاء لصفة قضاة، بالإضافة إلى منع أقباط من التصويت فى عدد من مراكز الاقتراع، ومع ذلك فإن فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تجنبت إبداء رأيها فى هذه المخالفات خلال المؤتمر الصحفى، الاثنين، واكتفت بالقول إن "الولاياتالمتحدة لن تعرب عن رأيها حتى انتهاء عملية الاستفتاء". وقالت فورين بوليسى إن المعارضة المصرية تواجه مرحلة الحياة أو الموت، فإنها باتت موضع هجوم لرئيس يعاديها، كما أنها مهددة من قبل مسودة دستور لا تحمى حقوق الإنسان الأساسية، هذا علاوة أن غير الإسلاميين معرضون لخطر التهميش فى الحياة السياسية. وسواء استطاعت المعارضة إجهاض هذا الدستور أم لا، يؤكد البرادعى فإنها استطاعت تحقيق زخم سياسى من خلال قدرتها على حشد أكثر من 40 % من الأصوات فى الجولة الأولى للتصويت ب "لا". وأرجع هذه المكاسب إلى قرارات مرسى الخاطئة، وعلى رأسها الإعلان الدستورى الديكتاتورى. وأشارت المجلة إلى أن هناك أكثر من فرصة تلوح فى الأفق للبرادعى ورفاقه لوقف هيمنة الإخوان المسلمين، وأوضحت أن الانتخابات البرلمانية التى ستجرى عقب تمرير الدستور تمثل فرصة، إذ أن السؤال الذى يلح الآن هو ما إذا كانت المعارضة قادرة على بناء تنظيمها فى وقت التصويت وتحقيق أكثر مما هو انتصار معنوى.